الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا تقرر أن ما انطلق عليه اسم القرابة عرفا وهو المعتبر ، فاعتباره أن ينظر في الموصي ، فإن كان عربيا خرج منه العجم ولم يدفع إلى كل العرب حتى يقال من أيهم ، فإذا قيل من مضر ، قيل من أيهم ؟ ولم يدفع إلى جميع مضر ، فإذا قيل من قريش لم يدفع إلى جميعهم وقيل من أي قريش ؟ فإذا قيل بني هاشم لم يدفع إلى جميعهم وقيل من أي بني هاشم ؟ فإذا قيل : من عباس لم يدفع إلى كل عباسي وإن قيل : طالبي . لم يدفع إلى كل طالبي .

                                                                                                                                            فإذا قيل في العباس : منصوري . لم يدفع إلى جميعهم حتى يقال من بني المأمون أو من بني المهتدي ، فيدفع ذلك إلى آل المأمون وآل المهتدي .

                                                                                                                                            فإن قيل في المطلب أنه علوي لم يدفع إلى جميعهم حتى يقال من أيهم ، فإذا قيل : حسيني لم يدفع إلى جميعهم حتى يقال من أيهم ، فإذا قيل زيدي أو موسوي دفع ذلك إلى آل زيد وآل موسى .

                                                                                                                                            وقد شبه الشافعي ذلك بنسبه ، وسواء اجتمعوا إلى أربعة آباء أو أبعد .

                                                                                                                                            وذهب بعض أصحابنا إلى أن من اجتمع معه من الأب الرابع كان من قرابته .

                                                                                                                                            ومن اجتمع بعد الرابع خرج من القرابة ، استدلالا بأن الرابع جعل قرابة من اجتمع معه في الأب الرابع .

                                                                                                                                            وهذا خطأ ؛ لأن جعلهم قرابة اعتبارا بالنسب الأشهر لا تعليلا بالأب الرابع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية