الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
73 - " أبو بكر في الجنة؛ وعمر في الجنة؛ وعثمان في الجنة؛ وعلي في الجنة؛ وطلحة في الجنة؛ والزبير في الجنة؛ وعبد الرحمن بن عوف في الجنة؛ وسعد بن أبي وقاص في الجنة؛ وسعيد بن زيد في الجنة؛ وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " ؛ (حم)؛ والضياء ؛ عن سعيد بن زيد؛ (ت) ؛ عن عبد الرحمن بن عوف ؛ (صح).

التالي السابق


( أبو بكر في الجنة؛ وعمر في الجنة؛ وعثمان ) ؛ ابن عفان ؛ (في الجنة) ؛ أمير المؤمنين ؛ وأمه بنت عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهو أصغر من النبي بست سنين؛ قال ابن سيرين : كثر المال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها؛ وفرس بمائة ألف؛ ونخلة بألف درهم؛ ذبح صبرا في ذي الحجة؛ سنة خمس وثلاثين؛ وله نيف وثمانون سنة؛ وفضائله كثيرة؛ (وعلي) ؛ ابن أبي طالب (في الجنة؛ [ ص: 92 ] وطلحة ) ؛ ابن عبد الله التيمي ؛ (في الجنة) ؛ قتل يوم الجمل؛ ومناقبه ستجيء؛ ( والزبير ) ؛ ابن العوام؛ حواري رسول الله؛ وابن عمته؛ (في الجنة) ؛ كيف لا؛ وهو أول من سل سيفا في سبيل الله؟! قتل يوم الجمل؛ ( وعبد الرحمن بن عوف ) ؛ ابن عبد عوف بن عبد الحارث ؛ (في الجنة) ؛ بدري؛ ذو هجرتين؛ صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه في غزوة " تبوك" ؛ قال الزهري : تصدق بأربعين ألف دينار؛ وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله؛ وكان عامة ماله من المتجر؛ ومرض عثمان ؛ فعهد له بالخلافة؛ فمات قبله؛ عن خمس وسبعين سنة؛ ونسبه ومن بعده إلى الأب؛ دون من قبله؛ لأن لأولئك من كمال الشهرة؛ ومزيد الرفعة؛ ما يزيد على غيرهم؛ ولهذا كان أفضل العشرة الأربعة؛ ثم طلحة ؛ والزبير ؛ ثم بقية العشرة؛ ( وسعد بن أبي وقاص ) ؛ مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة؛ (في الجنة) ؛ كيف لا؛ وهو فارس الإسلام؟! أسلم سابع سبعة؛ مات سنة خمس وسبعين؛ ( وسعيد بن زيد في الجنة) ؛ هو العدوي؛ من السابقين الأولين؛ أسلم هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب؛ قبل عمر ؛ مات سنة إحدى وخمسين؛ ( وأبو عبيدة ) ؛ عامر بن عبد الله ؛ (ابن الجراح في الجنة) ؛ وهو أمين هذه الأمة؛ قتل أباه كافرا؛ غضبا لله ولرسوله؛ وقد سلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مسلك الإطناب؛ حيث لم يقتصر على ذكر الجنة آخرا؛ قصدا للكشف بعد الكشف؛ والإيضاح غب الإيضاح؛ ردا على الفرق الزائغة الطاغية الطاعنة في بعضهم؛ وكما يجب على البليغ في مكان الإجمال والإيجاز أن يجمل ويوجز؛ فكذا الواجب في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع.


يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء



قال بعض المحققين: والتبشير بالجنة لا يلزم منه الأمن من البعد عن كمال القرب؛ وإنما اللازم الأمن من النار؛ على أن الوعد لا يمنع الدهشة والحيرة والخوف عند الصدمة الأولى؛ ومن ثم كانوا باكين خاشعين خائفين من سوء العاقبة؛ سائلين العافية؛ لاحتمالات باقية؛ فإن قلت: ينافي هذا الحديث ما في مسلم في الفضائل؛ عن سعد : ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي يمشي أنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلام ؟ قلت: لا منافاة؛ لاحتمال أن حديثنا مما لم يسمعه سعد ؛ وسمعه غيره؛ قال ابن جرير : وفيه جواز الشهادة بالجنة لغير نبي؛ وفساد قول من أنكر جوازها لأحد بعد النبي؛ وما ورد في آثار من النهي عنه إنما هو في غير من شهد الله ورسوله له بها؛ قال: وقد ورد نص من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالبشارة والشهادة بالجنة لغير العشرة أيضا؛ كالحسنين؛ وأمهما؛ وجدتهما؛ وجمع من الصحب؛ أكثر من أن يحصوا؛ انتهى؛ فتبين أنه لا تدافع بين هذا وبين تبشير العشرة؛ لأن العدد لا ينفي الزائد؛ ولأن العشرة خصوا بأنهم بشروا بها دفعة واحدة؛ وغيرهم وقع مفرقا؛ وقد شهد الله لأهل بيعة الرضوان بأنه رضي عنهم؛ وهو بشارة بالجنة.

(حم؛ والضياء) ؛ المقدسي ؛ في المختارة؛ وأبو نعيم ؛ وابن أبي شيبة ؛ وغيرهم؛ (عن سعيد بن زيد) ؛ ابن عمرو بن نفيل؛ (ت) ؛ وكذا أحمد ؛ ولعله أغفله سهوا؛ وأبو نعيم ؛ في المعرفة؛ كلهم من حديث عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ عن أبيه؛ (عن) ؛ جده ( عبد الرحمن بن عوف) ؛ الزهري ؛ وعبد الرحمن هذا تابعي ثقة؛ إمام؛ وأبوه حميد أحد سادات التابعين؛ ومشاهيرهم؛ خرج لهما الجماعة؛ قال ابن حجر: يكفي من مناقبه هذا الحديث الحسن وحده؛ فكيف مع كثرتها؟! ومن لطائف إسناده أنه من رواية الرجل عن أبيه؛ عن جده.



الخدمات العلمية