الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
401 - " إذا أراد الله بقوم عاهة؛ نظر إلى أهل المساجد؛ فصرف عنهم " ؛ (عد فر) ؛ عن أنس .

التالي السابق


(إذا أراد الله بقوم عاهة) ؛ أي: آفة دينية؛ واحتمال إرادة الدنيوية أيضا بعيد؛ (نظر إلى أهل المساجد) ؛ نظر رحمة وموافاة وإكرام وإحسان؛ وأهلها: الملازمون والمترددون إليها لنحو صلاة؛ أو ذكر؛ أو اعتكاف؛ فليس المراد بأهلها [ ص: 266 ] من عمرها؛ أو رممها؛ بل من عمرها بالصلاة والذكر والتلاوة؛ ونحوها؛ (فصرف عنهم) ؛ العاهة؛ أي: عن أهل المساجد؛ فتكون مختصة بغيرهم؛ هذا هو المتبادر من عود الضمير على أقرب مذكور؛ ويؤيده خبر البيهقي : " إذا عاهة من السماء نزلت؛ صرفت عن عمار المساجد" ؛ ويحتمل رجوعه للقوم؛ وإن كان أبعد؛ فتصرف الآفة عن عموم القوم؛ إكراما لعمار المساجد؛ بأنواع العبادات؛ بدليل خبر: " لولا شيوخ ركع؛ وبهائم رتع؛ وأطفال رضع؛ لصب عليكم العذاب صبا" ؛ نعم؛ هذا مخصوص بما إذا لم يكثر الخبث؛ بدليل الخبر المذكور؛ وقد ورد نظير هذا الإكرام الإلهي لغير عمار المساجد أيضا؛ ففي حديث البيهقي قال الله (تعالى): " إني لأهم بأهل الأرض عذابا؛ فإذا نظرت إلى عمار بيتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار؛ صرفته عنهم" ؛ وسيأتي إن شاء الله (تعالى)؛ وفي الحديث تنويه عظيم بفضل المساجد؛ وشرف قاطنيها للعبادة فيها؛ والخلوة بها؛ وتحذير من غلقها وتعطيلها؛ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه

(عد فر؛ عن أنس ) ؛ ورواه أيضا البيهقي ؛ وأبو نعيم ؛ وعنه أورده الديلمي ؛ فلو عزاه إليه كان أولى؛ ثم إن فيه مكرم بن حكيم؛ ضعفه الذهبي ؛ وزافر؛ ضعفه مخرجه ابن عدي ؛ وقال: لا يتابع على حديثه.



الخدمات العلمية