الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
441 - " إذا اشتد كلب الجوع؛ فعليك برغيف؛ وجر من ماء القراح؛ وقل: على الدنيا وأهلها الدمار " ؛ (عد هب) ؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

[ ص: 282 ]

التالي السابق


[ ص: 282 ] (إذا اشتد كلب) ؛ بالتحريك؛ (الجوع) ؛ في القاموس: الأكل الكثير بلا شبع؛ الظاهر أن لفظ الكلب هنا مقحم؛ للتأكيد؛ (فعليك) ؛ يا أبا هريرة ؛ والحكم عام؛ (برغيف) ؛ " فعيل" ؛ بمعنى " مفعول" ؛ إذ " الرغيف" : جمعك العجين تكتله بيدك مستديرا؛ ذكره الزمخشري ؛ قال: ومن المجاز: " وجه مرغف" ؛ غليظ؛ (وجر) ؛ بفتح الجيم؛ منونا؛ جمع " جرة" ؛ إناء معروف؛ (من ماء القراح) ؛ كـ " سحاب" ؛ الخالص؛ الذي لا يشوبه شيء؛ (وقل) ؛ لنفسك - مزهدا لها؛ بلسان القال؛ أو الحال؛ بأن تجرد منها نفسا تخاطبها بقولك -: (على) ؛ متاع؛ (الدنيا؛ وأهلها الدمار) ؛ بفتح المهملة؛ وخفة الميم؛ الهلاك؛ يعني: أنزلهم منزلة الهالكين؛ فلا أنزل بهم حاجاتي؛ ولا أتواضع لهم؛ لغناهم؛ لأنهم في نفس الأمر؛ لا يقدرون على شيء؛ فليس المراد الدعاء عليهم بالهلاك؛ بل: أنزلهم منزلة الموتى الهلكى؛ فإن من هلك لا يقدر على شيء؛ وكذا الدنيا؛ وأهلها؛ والقصد الحث على التقنع باليسير؛ والزهد في الدنيا؛ والإعراض عن شهواتها.

(عد هب؛ عن أبي هريرة ) ؛ وفيه الحسين بن عبد الغفار؛ قال الدارقطني : متروك؛ والذهبي متهم؛ وأبو يحيى الوقاد قال الذهبي : كذاب.



الخدمات العلمية