الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
837 - " إذا كتبتم الحديث؛ فاكتبوه بإسناده؛ فإن يك حقا؛ كنتم شركاء في الأجر؛ وإن يك باطلا؛ كان وزره عليه " ؛ (ك)؛ في علوم الحديث؛ وأبو نعيم ؛ وابن عساكر ؛ عن علي؛ (ض).

التالي السابق


(إذا كتبتم الحديث؛ فاكتبوه بإسناده) ؛ لأن في كتابته بدونه خلطا للصحيح؛ بالضعيف؛ بل والموضوع؛ فيقع الزلل؛ وينسب للرسول ما لم يقل؛ فإذا كتب بإسناده فقد برئ الكاتب من عهدته؛ كما قال: (فإن يك) ؛ الحديث؛ (حقا؛ كنتم شركاء في الأجر) ؛ لمن رواه من الرجال؛ (وإن يك باطلا؛ كان وزره عليه) ؛ أي: على من تعمد فيه الكذب؛ ولهذا قال الشافعي - رضي الله عنه -: الذي يطلب العلم بلا سند؛ كحاطب ليل؛ يحمل حزمة حطب؛ وفيه أفعى؛ وهو لا يدري؛ وقال الثوري : السند سلاح المؤمن؛ فإذا لم يكن معك سلاح؛ فبم تقاتل؟ وقال ابن المبارك : طالب العلم بلا سند؛ كراقي السطح بلا سلم؛ وقد أكرم الله هذه الأمة بالإسناد؛ وجعله من خصوصياتها؛ من بين العباد؛ وألهمهم شدة البحث عن [ ص: 434 ] ذلك؛ حتى إن الواحد يكتب الحديث من ثلاثين وجها؛ وأكثر؛ وفي تاريخ ابن عساكر عن أبي حاتم الرازي: لم يكن في أمة من الأمم؛ منذ خلق الله آدم؛ أمة يحفظون آثار نبيهم؛ غير هذه الأمة؛ قيل له: ربما روى أحدهم حديثا لا أصل له؛ قال: علماؤهم يعرفون الصحيح من غيره؛ فروايتهم الحديث الواهي ليتبين لمن بعدهم.

(ك؛ في علوم الحديث؛ وأبو نعيم ) ؛ والديلمي ؛ ( وابن عساكر ؛ عن علي) ؛ رمز لضعفه؛ وليس بضعيف فقط؛ بل قال في الميزان: موضوع.



الخدمات العلمية