الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
815 - " إذا كان أحدكم يصلي؛ فلا يبصق قبل وجهه؛ فإن الله قبل وجهه إذا صلى " ؛ مالك ؛ (ق ن)؛ عن ابن عمر ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا كان أحدكم يصلي؛ فلا يبصق) ؛ أي: لا يسقط البصاق؛ (قبل وجهه) ؛ أي: جهته؛ بل يساره؛ أو تحت قدمه؛ لا عن يمينه؛ للنهي عنه؛ كما مر؛ (فإن الله قبل وجهه) ؛ أي: فإن قبلة الله؛ أو عظمته؛ أو ثوابه؛ أو رضاه؛ مقابل وجهه؛ (إذا صلى) ؛ فلا يقابل هذه الجهة بالبصاق؛ سواء كان بمسجد؛ أو خارجه؛ لأنه يعد استخفافا بها؛ وهذا من المجاز البليغ؛ لاستحالة الجهة عليه - سبحانه -؛ وخص الأمام؛ من بين الجهات الست؛ إشعارا بشرف المقصد؛ قال في المطامح: وهذا تنبيه على وجوب الأدب؛ [ ص: 427 ] والتزام شرط الجلوس على بساط الملوك؛ فنبه على أن المصلي واقف بين يدي ربه؛ فحق عليه أن يلتزم الأدب في قوله؛ وفعله؛ وحركاته؛ وخطراته؛ قال ابن حجر: وفيه أن بصاق المصلي للقبلة حرام؛ ولو في غير المسجد؛ انتهى؛ وليس هذا الحكم في مذهبه بمعمول به.

( مالك ) ؛ في الموطإ؛ (ق ن؛ عن ابن عمر ) ؛ قال: " رأى النبي - صلى الله (تعالى) عليه وآله وسلم - بصاقا في جدار القبلة؛ فحكه؛ ثم أقبل على الناس؛..." ؛ فذكره.



الخدمات العلمية