الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
456 - " إذا اصطحب رجلان مسلمان؛ فحال بينهما شجر؛ أو حجر؛ أو مدر؛ فليسلم أحدهما على الآخر؛ ويتباذلوا السلام " ؛ (هب)؛ عن أبي الدرداء ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا اصطحب) ؛ أي: تلازم؛ وكل شيء لازم شيئا؛ فقد اصطحبه؛ (رجلان مسلمان) ؛ ذكر الرجل غالبي؛ فالأنثيان؛ والرجل مع محرمه؛ أو حليلته؛ كذلك؛ (فحال) ؛ أي: حجز؛ (بينهما شجر) ؛ هو ما له ساق صلب يقوم به؛ والمراد هنا: ما يمنع الرؤية؛ (أو حجر) ؛ بالتحريك؛ أي: صخرة؛ (أو مدر) ؛ جمع " مدرة" ؛ كـ " قصبة" ؛ تراب ملبد؛ أو قطع طين يابسة؛ أو نحو ذلك؛ (فليسلم [ ص: 288 ] أحدهما على الآخر) ؛ لأنهما يعدان عرفا متفرقين؛ (ويتباذلوا) ؛ بذال معجمة؛ من " البذل" ؛ أي: العطاء؛ أي: يعطي كل منهما لصاحبه؛ والقياس: " يتباذلا" ؛ ولعله إشارة إلى أن الاثنين مثال؛ وأن الجماعة كذلك؛ (السلام) ؛ ندبا للمبتدئ؛ ووجوبا للراد؛ ومثل الاثنين فيما ذكر الجمع؛ وفيه أن السلام يتكرر طلبه بتكرر التلاقي؛ ولو على قرب جدا؛ ويندب إذا التقى اثنان أن يحرص كل منهما على أن يكون البادئ بالسلام؛ وأن يسلم الراكب على الماشي؛ والماشي على الواقف؛ والصغير على الكبير؛ والقليل على الكثير؛ وإن عكس فخلاف السنة؛ لا مكروه.

(هب؛ عن أبي الدرداء ) - رضي الله عنه - وفيه بقية؛ وحاله مشهور؛ ولكن له شواهد؛ وذكر بعضهم أن المؤلف رمز لحسنه؛ ولم أره في خطه.



الخدمات العلمية