الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
172 - " اجتنبوا الخمر؛ فإنها مفتاح كل شر " ؛ (ك هب) ؛ عن ابن عباس ؛ (صح).

التالي السابق


(اجتنبوا الخمر) ؛ مصدر " خمره" ؛ إذا ستره؛ سمي به عصير العنب؛ إذا اشتد؛ لأنه يخمر العقل؛ ولها نحو أربعمائة اسم؛ وتذكر؛ وتؤنث؛ والتأنيث أفصح؛ وهو حرام مطلقا؛ وكذا كل ما أسكر؛ عند الأكثر؛ وإن لم يسكر لقلته؛ بل الشافعي وأحمد ومالك على وصفها بذلك؛ فعندهم الخمر كل مسكر؛ وخالف أبو حنيفة ؛ فالمعنى على رأي الجماعة: اجتنبوا كل مسكر؛ أي: ما من شأنه الإسكار؛ فشمل العصر والاعتصار والبيع والشراء والحمل والمس والنظر؛ وغيرها؛ (فإنها مفتاح كل شر) ؛ كان مغلقا؛ من زوال العقل؛ والوقوع في المنهيات؛ واقتحام المستقبحات؛ ونزول الأسقام؛ وحلول الآلام؛ وفي خبر الديلمي : عن ابن عمر ؛ رفعه: " تزوج شيطان إلى شيطانة؛ فخطب إبليس اللعين بينهما؛ فقال: أوصيكم بالخمر؛ والغناء؛ وكل مسكر؛ فإني لم أجمع جميع الشر إلا فيهما" .

(عد ك) ؛ في الأطعمة؛ (هب)؛ كلهم (عن ابن عباس ) ؛ قال ك: صحيح؛ وأقره الذهبي ؛ لكن فيه محمد بن إسحاق ؛ خرج له مسلم ؛ وأورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: ثقة؛ وكذبه الهيتمي ومالك والقطان؛ وقال ابن معين: ثقة؛ غير حجة؛ وقال مرة أخرى: غير قوي؛ ونعيم بن حماد من رجال الصحيح؛ لكن قال الأزدي وابن عدي : يضع؛ وقال أبو داود : عنده نحو عشرين حديثا لا أصل لها.



الخدمات العلمية