الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2137 ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج، قال: ثنا زيد بن أسلم ، عن بشر بن محجن الديلي ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه رآه وقد افتتحت الصلاة، قال: فجلست ولم أقم للصلاة، فلما قضى صلاته قال لي: ألست مسلما؟ قلت: بلى، قال: فما منعك أن تصلي معنا؟ فقلت: قد كنت صليت مع أهلي، فقال: صل مع الناس وإن كنت قد صليت مع أهلك".

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني زيد بن أسلم ، عن بسر بن محجن الدؤلي ، عن أبيه قال: "صليت في بيتي الظهر أو العصر، ثم خرجت إلى المسجد، فوجدت رسول الله - عليه السلام - جالسا وحوله أصحابه، ثم أقيمت الصلاة. . . " ثم ذكر نحوه.

                                                حدثنا حسين بن نصر، قال: ثنا الفريابي (ح).

                                                وحدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قالا: ثنا سفيان ، عن زيد بن أسلم ، عن بشر بن محجن الدؤلي ، عن أبيه، عن النبي - عليه السلام - نحوه، غير أنه لم يذكر أي صلاة هي.

                                                حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن زيد بن أسلم ، عن بشر بن محجن الدؤلي ، عن أبيه -أو عن عمه- عن رسول الله - عليه السلام - نحوه.

                                                [ ص: 6 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 6 ] ش: هذه خمس طرق صحاح:

                                                الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن عبد الملك بن جريج المكي ، عن زيد بن أسلم القرشي المدني ، عن بشر -بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة، وقال مالك: بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة- ابن محجن .

                                                قال في "الميزان": بسر بن محجن الدؤلي، حدث عنه زيد بن أسلم، غير معروف، ولأبيه صحبة.

                                                فإن قلت: على هذا كيف يكون الحديث صحيحا؟

                                                قلت: ذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" فقال: بسر بن محجن الديلي، ويقال بشر ، وبسر أصح، روى عن أبيه، وروى عنه زيد بن أسلم، سمعت أبي يقول ذلك. وسكت عنه، والأصل العدالة، وروى له أبو داود والنسائي وسكتا عنه ; فسكوتهما يدل على صحة حديثه، وكذا ذكره ابن ماكولا وسكت عنه، وقال: بسر بن محجن الديلي ، عن أبيه، روى عنه زيد بن أسلم، وكان الثوري يقول: عن زيد ، عن بشر، ثم رجع عنه، يعني كان يقول بالشين المعجمة ثم رجع عنه إلى السين المهملة، ومالك أيضا اعتمد على حديثه فدل على صحته.

                                                وهو يروي عن أبيه محجن بن أبي محجن -بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم وفي آخره نون- وله صحبة.

                                                قوله: "الديلي" بكسر الدال وسكون الياء آخر الحروف نسبة إلى بني الديل في عبد القيس، وجاء في رواية مالك والنسائي: الدؤلي بضم الدال وفتح الهمزة، وهو نسبة إلى الدئل -بضم الدال وكسر الهمزة- ويقع التغيير في النسبة كما يقال في النسبة إلى نمر: نمري بالفتح.

                                                [ ص: 7 ] والحديث أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن ابن جريج وداود بن قيس ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن محجن الديلي ، عن أبيه. . . إلى آخره نحوه.

                                                الطريق الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن يحيى بن صالح الوحاظي أحد مشايخ البخاري، ونسبته إلى وحاظة بن سعد ، عن سليمان بن بلال القرشي التيمي روى له الجماعة. . . إلى آخره.

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا علي بن عبد العزيز ومحمد بن يحيى بن المنذر، قالا: ثنا القعنبي، ثنا سليمان بن بلال ، عن زيد بن أسلم ، عن بسر بن محجن ، عن أبيه قال: "صليت في بيتي الظهر أو العصر، ثم خرجت إلى المسجد، فوجدت رسول الله - عليه السلام - جالسا وحوله ناس فجلست معهم، ثم أقيمت الصلاة فدخل رسول الله - عليه السلام - فصلى للناس، ثم خرج فوجدني جالسا في مجلسي الذي عهدني فيه، فقال: ألست رجلا مسلما؟ فقلت: بلى يا رسول الله إني لمسلم. قال: فما منعك أن تدخل فتصلي مع الناس؟ قلت: إني صليت في أهلي، فقال رسول الله - عليه السلام -: إذا صليت في أهلك ثم جئت إلى المسجد فوجدت الناس يصلون، فصل معهم".

                                                الثالث: عن حسين بن نصر ، عن محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري، ونسبته إلى فرياب قصبة ببخارى، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ... إلى آخره.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، نا زيد بن أسلم ، عن ابن محجن الديلي ، عن أبيه قال: "أتيت النبي - عليه السلام - فأقيمت الصلاة، فجلست، فلما صلى قال: ألست بمسلم؟ قلت: بلى، قال: فما منعك أن تصلي [ ص: 8 ] مع الناس؟ قال: قلت: صليت في أهلي، قال: فصل مع الناس وإن كنت قد صليت في أهلك".

                                                الرابع: عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان ، عن زيد ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، نا سفيان ... إلى آخره نحو رواية أحمد المذكورة آنفا.

                                                الخامس: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ... إلى آخره.

                                                وأخرجه النسائي: أنا قتيبة ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل من بني الديل يقال له: بسر بن محجن ، عن محجن: "أنه كان في مجلس مع رسول الله - عليه السلام - فأذن بالصلاة، فقام رسول الله - عليه السلام -، ثم رجع ومحجن في مجلسه، فقال له رسول الله - عليه السلام -: ما منعك أن تصلي؟ ألست برجل مسلم؟ قال: بلى، ولكني كنت قد صليت في أهلي. قال له رسول الله - عليه السلام -: إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت".




                                                الخدمات العلمية