الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2322 ص: وقد روي عن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم ركعوا دون الصف ثم مشوا إلى الصف، واعتدوا بتلك الركعة التي ركعوها دون الصف، فمن ذلك ما حدثنا محمد بن عمرو بن يونس، قال: ثنا يحيى بن عيسى ، عن سفيان ، عن منصور ، عن زيد بن وهب قال: "دخلت المسجد أنا وابن مسعود ، فأدركنا الإمام وهو راكع فركعنا، ثم مشينا حتى استوينا بالصف، فلما قضى الإمام الصلاة قمت لأقضي، فقال عبد الله : قد أدركت الصلاة".

                                                حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: ثنا بشير بن سليمان، قال: حدثني سيار أبو الحكم ، عن طارق قال: "كنا مع ابن مسعود - رضي الله عنه - جلوسا، فجاء آذنه فقال: قد قامت الصلاة، فقام وقمنا، فدخلنا المسجد، فرأى الناس ركوعا في مقدم المسجد فكبر وركع ومشى، ففعلنا مثل ما فعل به".

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا إلى أن المشي إلى الصف بعد الشروع في الصلاة غير مفسد، وأن الركعة التي يركعها الرجل دون الصف ثم يدخل في الصف معتد بها، وأنه يدل على أن الانفراد دون الصف غير مفسد للصلاة.

                                                وأخرج في ذلك عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - من طريقين صحيحين:

                                                أحدهما: عن محمد بن عمرو بن يونس ، عن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن النهشلي أبي زكرياء الكوفي الجزار روى له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، عن سفيان الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن زيد بن وهب الجهني أبي سليمان الكوفي رحل إلى النبي - عليه السلام - فقبض وهو في الطريق.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن زيد بن وهب قال: "خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد، فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله ، ثم ركع وركعت معه، ثم مشينا راكعين حتى [ ص: 213 ] انتهينا إلى الصف، حتى رفع القوم رءوسهم، قال: فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك، فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال: إنك أدركت".

                                                والطريق الآخر: عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن بشير -بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة بعدها الياء آخر الحروف- بن سلمان -بفتح السين- أبي إسماعيل النهدي الكوفي والد الحكم، روى له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، عن سيار -بفتح السين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف- أبي الحكم العنزي الواسطي، ويقال البصري، روى له الجماعة، عن طارق بن عبد الرحمن البجلي الكوفي روى له الجماعة.

                                                وأخرجه الطبراني : عن زيد بن وهب ، عن ابن مسعود نحوه.




                                                الخدمات العلمية