الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2359 ص: وحجة أخرى أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال في حديثه: "فأخذ النبي - عليه السلام - في القراءة من حيث انتهى أبو بكر - رضي الله عنه -".

                                                ففي ذلك ما يدل أن أبا بكر قطع القراءة وقرأ النبي - عليه السلام -، فذلك دليل أنه كان الإمام ولولا ذلك لم يقرأ. لأن تلك الصلاة كانت صلاة يجهر فيها بالقراءة، ولولا ذلك لما علم النبي - عليه السلام - الموضع الذي انتهى إليه أبو بكر من القراءة ولا علمه من خلف أبي بكر ، فلما ثبت بما وصفنا أن تلك الصلاة كانت مما يجهر [ ص: 270 ] فيها بالقراءة وقرأ النبي - عليه السلام - فيها، وكان الناس جميعا لا يختلفون أن المأموم لا يقرأ خلف الإمام، كما يقرأ الإمام ثبت بذلك أن النبي - عليه السلام - كان في تلك الصلاة إماما، فهذا وجه هذا الباب من طريق الآثار.

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بها دليلا آخر يقع جوابا أيضا عما قاله القائلون المذكورون، وهو ظاهر.

                                                وقال أبو عمر : أكثر الآثار الصحاح المسندة في هذا الباب أن رسول الله - عليه السلام - كان المقدم وأن أبا بكر كان يصلي بصلاة رسول الله - عليه السلام - قائما. انتهى

                                                قلت: فلذلك لم يلتفت الطحاوي إلى الرواية التي فيها كان النبي - عليه السلام - مأموما، ولا إلى الرواية التي فيها جلس رسول الله - عليه السلام - عن يمين أبي بكر ، فافهم.




                                                الخدمات العلمية