الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2419 [ ص: 357 ] ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر ، قال: ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن زيد قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى صفين، فصلى بنا ركعتين بين الجسر والقنطرة".

                                                التالي السابق


                                                ش: ابن مرزوق هو إبراهيم ، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، وسفيان هو الثوري ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعبد الرحمن بن زيد الفائشي -بالفاء- الكوفي. قال ابن المديني: مجهول.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن زيد الفائشي قال: "خرجنا مع علي - رضي الله عنه - إلى صفين، فصلى بين الجسر والقنطرة ركعتين".

                                                قوله: "إلى صفين" بكسر الصاد المهملة وتشديد الفاء، وهو موضع كانت به وقعة بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - بالقرب من الفرات شرقي بلاد الشام، وكانت وقعة صفين في سنة سبع وثلاثين من الهجرة.

                                                و "الجسر": واحد الجسور معروف، وهو ما يكون من الحجر والخشب ونحوهما.

                                                و "القنطرة" لا تكون إلا من الحجر فكل قنطرة جسر وليس كل جسر قنطرة.

                                                وقال الجوهري: القنطرة الجسر. ولم يفرق بينهما، والصحيح ما ذكرناه.

                                                وأراد بالجسر: جسر المدينة التي خرج منها علي - رضي الله عنه -، والظاهر أنها الكوفة، وكذلك قنطرة المدينة التي خرج منها علي - رضي الله عنه - إلى صفين.

                                                ويستفاد منه حكمان:

                                                أحدهما: أن عليا كان ممن يقصر الصلاة في السفر.

                                                والآخر: أن ابتداء القصر من حين مفارقة بيوت المصر ; وذلك لأن جسر المدينة وقنطرتها لا يكونان إلا في آخر عمارتها.




                                                الخدمات العلمية