الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " عيسى ابن مريم عليه السلام " .

                                                                                                                          عيسى ابن مريم عليه السلام ذكر في باب " اليمين في الدعاوى " . وهو عيسى ابن مريم بنت عمران ، وعمران ولد سليمان بن داود عليهما السلام ، خلقه الله تعالى من غير أب ، ذكر أهل التفسير أن مريم عليها السلام ذهبت تغتسل من الحيض ، فبينما هي متجردة ، إذ عرض لها جبريل عليه السلام ، قيل : إنه نفخ في جيب درعها فحملت حين لبسته . وقيل : مد جيب درعها بإصبعه ، ثم نفخ في الجيب . وقيل : نفخ في كم قميصها . وقيل : في فيها . وقيل : نفخ من بعيد ، [ ص: 450 ] فوصل الريح إليها ، فحملت بعيسى في الحال : وروي عن ابن عباس : كان الحمل والولادة في ساعة واحدة . وقيل : كانت مدة الحمل ثمانية أشهر ، ولا يعيش مولود لثمانية أشهر ، فكانت آية لعيسى . وقيل : ستة أشهر . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان ، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان ، إلا ابن مريم وأمه " ثم قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [ آل عمران : 36 ] أخرجاه ، وهذا لفظ مسلم . وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا أولى الناس بابن مريم ، الأنبياء أولاد علات ، وليس بيني وبينه نبي " أخرجاه أيضا ، ولفظه لمسلم . ثم رفعه الله إلى السماء . واختلف هل رفع ميتا أم لا ؛ واجتمع به النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، وأخبر صلى الله عليه وسلم : " أنه ينزل من السماء في آخر الزمان على المنارة البيضاء شرقي دمشق ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويقتل الدجال بباب لد ، ثم يمكث سبع سنين ، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى أحد على وجه الأرض في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، ثم يبقى شرار الناس يتهارجون ، ثم تقوم الساعة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية