الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " الطالب الغالب الضار النافع الذي يعلم خائنة الأعين " .

                                                                                                                          الطالب : اسم فاعل من طلب الشيء بمعنى قصده .

                                                                                                                          الغالب : اسم فاعل من غلب يغلب بمعنى قهر ، وأسماء الله تعالى توقيفية ، واختلف في اشتقاق ما لم يرد مما ورد ، فالطالب من قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يطلبنكم الله بشيء من ذمته " .

                                                                                                                          والغالب : من قوله تعالى : كتب الله لأغلبن أنا ورسلي [ المجادلة : 21 ] .

                                                                                                                          الضار النافع : هما من أسماء الله تعالى الحسنى ، وصف نفسه بالقدرة على ضر من شاء ، ونفع من شاء ، وذلك أن من لم يكن على الضر والنفع قادرا ، لم يكن مرجوا ولا مخوفا .

                                                                                                                          و " خائنة الأعين " : يفسر بتفسيرين . أحدهما : أن يضمر في نفسه شيئا ، ويكف لسانه ، ويومئ بعينه ، وإذا ظهر ذلك من قبل العين ، سميت : خائنة الأعين ، والآخر : أنه ما تخون فيه الأعين من النظر إلى ما لا يحل .

                                                                                                                          والخائنة : بمعنى الخيانة ، وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعل .

                                                                                                                          " من فرعون وملئه " .

                                                                                                                          فرعون ، يذكر في الأسماء ، والملأ ، بالقصر والهمز : أشراف الناس ، ورؤساؤهم ، ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم .

                                                                                                                          " يبرئ الأكمه والأبرص " .

                                                                                                                          الأكمه : الذي يولد أعمى ، عن الجوهري والسعدي ، وقيل : الذي يعمى بعد بصر [ ص: 413 ]

                                                                                                                          والأبرص : الذي أصابه البرص ، وهو داء معروف ، وهو بياض يخالف بقية البشرة .

                                                                                                                          " بين الركن والمقام " .

                                                                                                                          الركن في الأصل : جانب الشيء الأقوى ، والمراد به : ركن الكعبة المعظمة الذي فيه الحجر الأسود .

                                                                                                                          والمقام : مقام إبراهيم عليه السلام المتقدم ذكره في باب دخول مكة .

                                                                                                                          " خطر " .

                                                                                                                          الخطر والخطر ، بفتح الطاء وسكونها : الشرف والقدر . أي : في ما له شرف ، وما له قدر .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية