الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7690 - ليس منا من لم يتغن بالقرآن (خ) عن أبي هريرة (حم د حب ك) عن سعد (د) عن أبي لبابة بن عبد المنذر (ك) عن ابن عباس وعن عائشة . (صح)

التالي السابق


(ليس منا) أي من العاملين بسنتنا الجارين على طريقتنا (من لم يتغن بالقرآن) يعني لم يحسن صوته به ، لأن التطريب [ ص: 388 ] به أوقع في النفوس وأدعى للاستماع والإصغاء ، وهي كالحلاوة التي تجعل في الدواء لتنفيذه إلى أمكنة الداء ، وكالأفاوية التي يطيب بها الطعام ليكون الطبع أدعى قبولا له ، لكن شرطه أن لا يغير اللفظ ولا يخل بالنظم ولا يخفي حرفا ولا يزيد حرفا ، وإلا حرم إجماعا كما مر ، قال ابن أبي مليكة : فإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع ، والقول بأن المراد يستغني ، رده الشافعي بأنه لو أراد الاستغناء لقال: من لم يستغن ، نعم اعترض التوربشتي الأول بعد ما رجح جانب معنى الاستغناء فقال: المعنى ليس من أهل سنتنا أو ممن تبعنا في أمرنا ، وهو وعيد ، ولا خلاف بين الأمة أن قارئ القرآن مثاب في غير تحسين صوته ، فكيف يجعل مستحقا للوعيد وهو مأجور ؟ قال الطيبي : ويمكن حمله على معنى التغني ، أي ليس منا معشر الأنبياء من لم يحسن صوته بالقرآن ويستمع الله منه ، بل يكون من جملة من هو نازل عن مرتبتهم ، فيثاب على قراءته كسائر المسلمين ، لا على تحسين صوته كالأنبياء ومن تبعهم فيه

(خ) في التوحيد (عن أبي هريرة حم د حب ك) في الفضائل (عن سعد ) بن أبي وقاص (وعن أبي لبابة) بضم اللام وموحدتين خفيفتين ، الأنصاري المدني، واسمه بشير وقيل رفاعة (ابن عبد المنذر) صحابي بدري جليل مشهور. قال في التقريب: ووهم من سماه مروان (ك عن ابن عباس وعن عائشة ) .



الخدمات العلمية