الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7574 - ليس الخبر كالمعاينة (طس) عن أنس (خط) عن أبي هريرة . (ح) [ ص: 357 ]

التالي السابق


[ ص: 357 ] (ليس الخبر كالمعاينة) أي المشاهدة ، إذ هي تحصيل العلم القطعي ، وقد جعل الله لعباده آذانا واعية وأبصارا ناظرة ، ولم يجعل الخبر في القوة كالنظر بالعيان ، وكما جعل في الرأس سمعا وبصرا ، جعل في القلب ذلك ، فما رآه الإنسان ببصره قوي علمه به ، وما أدركه ببصر قلبه كان أقوى عنده ، وقال الكلاباذي: الخبر خبران: صادق لا يجوز عليه الخطأ ، وهو خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومحتمل ، وهو ما عداه ، فإن حمل الخبر على الأول فمعناه: ليس المعاينة كالخبر في القوة ، أي الخبر أقوى وآكد وأبعد عن الشكوك إذا كان خبرا لصادق ، والمعاينة قد تخطئ ، فقد يرى الإنسان الشيء على خلاف ما هو عليه ، كما في قصةموسى والسحرة ، وإن حمل على الثاني فمعناه: ليس المعاينة كالخبر ، بل هي أقوى وآكد ، لأن المخبر لا يطمئن قلبه وتزول عنه الشكوك في خبر من يجوز السهو عليه والغلط ، والحاصل أن الخبر إن كان خبرا لصادق فهو أقوى من المعاينة ، أو غيره فعكسه ، إلا أن ما ذكر في الخبر الآتي عقبه على الإثر يشير إلى أن المراد هنا الثاني

(طس عن أنس) بن مالك (خط عن أبي هريرة ) رمز المصنف لحسنه ، وهو كما قال أو أعلى ، فقد قال الهيثمي : رجاله ثقات ، ورواه أيضا ابن منيع والعسكري ، وعد من جوامع الكلم والحكم. وقال الزركشي : ظن أكثر الشراح أنه ليس بحديث ، وهو حديث حسن خرجه أحمد وابن حبان والحاكم من طرق ، ورواه الطبراني ، وهو عنده بلفظ الكتاب وبلفظ: ليس المعاينة كالخبر ، وقال في موضع آخر: رواه أحمد والحاكم وابن حبان ، وإسناده صحيح ، فإن قيل: هو معلول بقول الكامل: إن هشيما لم يسمعه من أبي بشر قلت: قال ابن حبان في صحيحه: لم يتفرد به هشيم ، وله طرق ذكرتها في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر.



الخدمات العلمية