الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7577 - ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (حم ق) عن أبي هريرة . (صح)

التالي السابق


(ليس الشديد) أي القوي (بالصرعة) أي كثير الصرع بمهملات ، يعني ليس القوي من يقدر على صرع خصمه ، أي إلقائه إلى الأرض بقوة. قال المنذري : الصرعة بضم ففتح: من يصرع الناس كثيرا بقوته ، وأما بسكون الراء: فالضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد للمبالغة ، أي ليس القوي من يقدر على صرع الأبطال من الرجال ويلقيهم إلى الأرض بقوة (إنما الشديد) على الحقيقة (الذي يملك نفسه عند الغضب) أي إنما القوي من كظم غيظه عند ثوران الغضب ، وقاوم نفسه وغلب عليها ، فحول المعنى فيه من القوة الظاهرة إلى القوة الباطنة ، ومن ملك نفسه عنده ، فقد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه لخبر: أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك ، وهذا من قبيل المجاز وفصيح الكلام ، لأن الغضبان لما كان بحال شديدة من الغيظ ، وقد ثارت عليه سورة الغضب وقهرها بحلمه وصرعها بثباته ، كان كمن يصرع الرجال ولا يصرعونه [تنبيه] أخذ الصوفية من هذا أنه ينبغي للعارف تحمل من آذاه من جار وغيره

(حم ق) كلاهما في الأدب (عن أبي هريرة ) وفي الباب غيره.



الخدمات العلمية