الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7563 - ليسأل أحدكم ربه حاجته ، حتى يسأله الملح ، وحتى يسأله شسعه (ت) عن ثابت البناني مرسلا. (ض)

التالي السابق


(ليسأل أحدكم ربه حاجته) فإن خزائن الجود بيده وأزمتها إليه ، ولا معطي ولا متفضل إلا هو (حتى يسأله الملح) ونحوه من الأشياء القليلة ، فإنه تعالى يحب السؤال من عباده ورغبتهم إليه وطلبهم منه ، ولو لم يسألوا لغضب عليهم ، فإنه ييسر الكثير والقليل ، وأفاد النهي عن سؤال غيره البتة (وحتى يسأله شسعه) أي شسع نعله عند انقطاعها ، فدفع به وبما قبله ما عساه يختلج في بعض الأذهان القاصرة من أن الدقائق لا يجوز أن تنسب إليه ولا تطلب منه لحقارتها ، فإن هذا وهم فاسد ، ومن ثم أعقب الرحمن بالرحيم إيثارا لمسلك التعميم كما سبق ، وقد أثنى الله سبحانه على من دعاه بالذلة والخضوع والافتقار والخشوع بقولهويدعوننا رغبا ورهبا أوحى الله إلى موسى : يا موسى سلني في دعائك وخافي صلاتك حتى عن الملح ، أجبك

(ت عن) أبي محمد ( ثابت ) بمثلثة أوله ، ابن أسلم (البناني) بضم الموحدة وخفة النون الأولى ، مولاهم البصري أحد الأعلام ، وبنانة بضم الموحدة ونونين بينهما ألف: بطن من قريش (مرسلا) قضية كلام المصنف أنه لم يقف عليه مسندا ، وإلا لما عدل لرواية إرساله واقتصر عليها ، وهو عجب من هذا المطلع السائر ، فقد رواه البزار عن أنس مرفوعا بلفظ: ليسأل أحدكم ربه حاجته أو حوائجه كلها ، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع ، وحتى يسأله الملح ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم ، وهو ثقة اه .



الخدمات العلمية