الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7469 - لو كان أسامة جارية ، لكسوته وحليته حتى أنفقه (حم هـ) عن عائشة. (ح)

التالي السابق


(لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته) أي اتخذت له حليا وألبسته إياه (حتى أنفقه) بشد الفاء وكسرها بضبط المصنف ، قال الحكيم: التحلية: التزين ، لأنه إذا زينه فقد حلاه وحسنه ، فذلك العضو أحلى في أعين الناظرين وقلوبهم ، وأفاد بالخبر أن أصل الزينة حق ، وإنما يفسدها الإرادة والقصد ، فإذا كانت الإرادة لله فقد أقام حقا من حقوق الله ، وإذا كان لغيره فهو وبال وضلال ، ثم فيه إيذان بأن التزين إنما يطلب للمرأة لإنفاقها عند زوجها ولو توقعا ، وإلا فالتخلي عن التحلي أولى كما بينه بعض المتقدمين ، ومنه أخذ الولي العراقي أن للولي أن يحلي محجورته بما ينفقها ، ويصرف على ذلك من مالها

(حم هـ عن عائشة) قالت: عثر أسامة فشج في وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أميطي عنه الأذى ، فتقذرته ، فجعل يمص الدم ويمسحه عن وجهه ثم ذكره ، رمز المصنف لحسنه ، قال الحرالي: هكذا على عادة الكبراء: رأوا تقاعس أتباعهم عما يأمرون به من المهمات في تعاطيهم بأنفسهم ، تنبيها على أن الخطب قد فدح والأمر قد تفاقم ، فتساقط إليه حينئذ الأتباع كتساقط الذباب على الشراب ، ثم إن المصنف رمز لحسنه وهو قصور أو تقصير ، فقد قال الحافظ العراقي بعد ما عزاه لأحمد: إسناده صحيح ، هكذا جزم .



الخدمات العلمية