الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6280 - كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى - خ) عن أبي هريرة - صح) .

التالي السابق


(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) بفتح الهمزة والموحدة بامتناعه عن قبول الدعوى، أو بتركه الطاعة التي هي سبب لدخولها، لأن من ترك ما هو سبب شيء لا يوجد بغيره فقد أبى أي امتنع، والمراد أمة الدعوة، فالآبي هو الكافر بامتناعه عن قبول الدعوة، وقيل أمة الإجابة، فالآبي هو العاصي منهم، استثناهم تغليظا وزجرا عن المعاصي. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني) أي انقاد وأذعن لما جئت به (دخل الجنة) وفاز بنعيمها الأبدي، بين أن إسناد الامتناع عن الدخول إليهم مجاز عن الامتناع لسببه، وهو عصيانه بقوله: (ومن عصاني) بعدم التصديق، أو بفعل المنهي، (فقد أبى) فله سوء المنقلب بإبائه، والموصوف بالإباء إن كان كافرا لا يدخل الجنة أصلا، أو مسلما لم يدخلها مع السابقين الأولين. قال الطيبي : ومن أبى عطف على محذوف، أي: عرفنا الذين يدخلون الجنة والذي أبى لا نعرفه، وكان من حق الجواب أن يقال: من عصاني، فعدل إلى ما ذكره تنبيها به على أنهم ما عرفوا ذاك ولا هذا؛ إذ التقدير: من أطاعني وتمسك بالكتاب والسنة دخل الجنة، ومن اتبع هواه وزل عن الصواب وخل عن الطريق المستقيم دخل النار، فوضع أبى موضعه وضعا للسبب موضع المسبب.

(خ) في أواخر الصحيح (عن أبي هريرة )، ولم يخرجه مسلم ، ووهم الحاكم في استدراكه، وعجب إقرار الذهبي له عليه في تلخيصه.




الخدمات العلمية