الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11153 5053 - (11547) - (3\57) عن أبي سعيد الخدري، قال: اجتمع أناس من الأنصار، فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فجمعهم، ثم خطبهم، فقال: "يا معشر الأنصار! ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟ "، قالوا: صدق الله ورسوله. ثم قال: "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟ "، قالوا: صدق الله ورسوله، قال: "ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟ "، قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: "ألا تجيبونني، ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فأمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقران - يعني: البقر - ، وتذهبون برسول الله، فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبة، وسلكتم واديا أو شعبة، لسلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة، لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".

التالي السابق


* قوله : "آثر علينا غيرنا"؛ أي: اختار غيرنا علينا بالأموال مع استحقاقنا لها.

[ ص: 503 ]

* "أذلة": بين الناس بقلة المال والنفر.

* "فأعزكم الله": حيث صرتم مرجعا لأهل الدين.

* "طريدا": مخرجا من مكة، يريد: أن ما أحسنتم به غير منسي.

* "فآمناك": بالمد.

* "والبقران": الظاهر أنه جمع بقر؛ مثل: بلدان جمع بلد.

* "لولا الهجرة"؛ أي: لولا شرفها وجلالة قدرها عند الله.

* "لكنت امرأ من الأنصار"؛ أي: لعددت نفسي واحدا منهم؛ لكمال فضلهم وشرفهم، بعد فضل الهجرة وشرفها، والمقصود: الإخبار بما لهم من المزية بعد مزية الهجرة، وأنها مزية يرضى بها مثله، وإلا فالانتقال لا يتصور، سيما الانتساب بالنسب؛ فإنه حرام دينا، والله تعالى أعلم. * * *




الخدمات العلمية