الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9148 4551 - (9432) - (2\419) عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج، أغلقت الأبواب، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم، وأغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل الدار، والدار مغلقة؟ والله لنفتضحن بداود. فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع مني الحجاب. فقال داود: أنت والله إذن ملك الموت، مرحبا بأمر الله. فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس، فقال

[ ص: 221 ]

سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض، فقال لها سليمان: اقبضي جناحا جناحا".

قال أبو هريرة: يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، وغلبت عليه يومئذ المصرحية.


التالي السابق


* قوله : "أنا الذي لا أهاب الملوك"؛ من قبيل: أنا الذي سمتني أمي.

* "فرمل داود": براء مهملة وتخفيف؛ أي: أسرع في المشي إلى الموضع الذي أراد أن يقبض روحه فيه، وفي بعض النسخ: بزاي معجمة وتشديد؛ أي: غطى نفسه في ذلك المكان.

* "وغلبت عليه يومئذ المصرحية": الظاهر أنه اسم فاعل من التصريح، لحقته الياء والتاء المصدريتان؛ أي: غلبت عليه صفة التصريح والإيضاح في البيان؛ حتى يوضح المرام بالكلام، ويستعين عليه بضم الإشارة باليد إليه، والله تعالى أعلم.

وفي "المجمع": رواه أحمد، وفيه عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب، وثقه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية