الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10635 4781 - (11018) - (3\5) عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحليق: "هم شر الخلق - أو من شر الخلق - يقتلهم أدنى الطائفتين من الحق". قال: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثلا - أو قال قولا - " الرجل يرمي الرمية - أو قال: الغرض - فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النضي فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة". قال: قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق.

التالي السابق


* قوله : "يخرجون في فرقة": بضم الفاء؛ أي: في حال تفرق واختلاف بينهم.

* "سيماهم": قصره أفصح من مده؛ أي: علامتهم.

* "التحليق"؛ أي: حلق الرأس، ولم يكن ذاك من عادة العرب.

* "أدنى الطائفتين"؛ أي: أقربهما.

[ ص: 350 ]

"الغرض": بفتحتين وإعجام الضاد والغين.

"في النصل ": هو حديدة السهم.

"بصيرة": بفتح موحدة وكسر صاد؛ أي: شيئا من الدم يستدل به على إصابة الرمية، وهي في الأصل: الدليل كان صاحبه يبصر به؛ وذلك لسرعة نفوذه وخروجه.

"النضي": بفتح نون وكسر ضاد معجمة وشدة تحتية، قيل: هو نصل، ورد بأنه ذكر مع النصل، وقيل: هو السهم قبل أن تنحت، وقيل: هو من السهم ما بين الريش والنصل.

"في الفوق": بضم فاء: مدخل الوتر.

"يا أهل العراق "؛ يريد: أصحاب علي رضي الله تعالى عنه.

* * *




الخدمات العلمية