الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9219 4571 - (9503) - (2\426) عن أبي هريرة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فذكر الغلول، فعظمه، وعظم أمره، ثم قال: " لا ألفين يجيء أحدكم يوم القيامة

[ ص: 233 ]

على رقبته بعير له رغاء، فيقول: يا رسول الله، أغثني،
فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، فيقول: يا رسول الله! أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك".


التالي السابق


* قوله : "لا ألفين": بضم الهمزة وكسر الفاء بنون ثقيلة؛ أي: لا أجدن، والمقصود: نهي الناس عن الخيانة، وقتل النفس؛ فإنه إذا فعل ذلك، يجيء يوم القيامة كذلك، فيجده النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الحالة.

* "رغاء": بضم مهملة وبغين معجمة: صوت الإبل، والصوت يكون لفضيحته على رؤوس الأشهاد.

* "ثغاء": بمثلثة مضمومة فمعجمة: صياح الغنم.

* "حمحمة": بفتح مهملة؛ صوت الفرس دون الصهيل.

* "على رقبته نفس"؛ أي: عبد، سرقها من الغنيمة، وهذا هو المناسب بالمقام، ويحتمل أن المراد: قتلها.

* "رقاع": ضبط بكسر الراء: جمع رقعة، وهي الخرقة، أراد بها: ثيابا غلها من الغنيمة.

* "تخفق": ضبط بكسر الفاء: تضطرب الراية، وقيل: ليس المقصود

[ ص: 234 ]

الخرقة بعينها، بل تعميم الأجناس؛ من الحيوان والنقود والثياب، وقيل: أراد بالرقاع ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع، وخفوقها: حركتها.

* "صامت"؛ أي: الذي لا يتكلم من الذهب والفضة.

* * *




الخدمات العلمية