الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14110 [ ص: 88 ] 6125 - (14519) - (3 \ 328) عن جابر : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له ، فسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " إن كان عندك ماء بات في هذه الليلة في شنة ، وإلا كرعنا " . قال : والرجل يحول الماء في حائط ، فقال الرجل : عندي ماء بات ، فانطلق بهما إلى العريش ، فسكب ماء في قدح ، ثم حلب عليه من داجن ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم شرب الرجل الذي جاء معه .

التالي السابق


* قوله : "على رجل من الأنصار " : قيل : هو أبو الهيثم .

* "صاحب له " : قيل : هو أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - .

* "في شنة " : - بفتح شين وتشديد نون - : القربة الخلقة ، وهي أشد تبريدا للماء من الجديدة .

* "وإلا " : أي : وإن لم يكن .

* "كرعنا " : الكرع : تناول الماء بفيه من موضعه ، قيل : أريد به ها هنا : الاغتراف باليدين ، أو يحمل على أنه كان الشرب باليدين في ذلك الوقت متعذرا ، فأدت الضرورة إلى الكرع ، وقيل : لا يبعد من عدم تكلفه صلى الله عليه وسلم أن يفعل أحيانا مثل ذلك .

* "يحول " : من التحويل ; أي : يجريه من جانب إلى جانب في بستان ، وقيل : ينقله من عمق البئر إلى ظاهرها .

* "إلى العريش " : هو ما يستظل به ، وأكثر ما يجعل للكروم ، وهي خشبات تجعل تحت أغصانه ; ليرتفع عليها .

* قوله : "من داجن " : غنم يلازم البيت .




الخدمات العلمية