الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14000 [ ص: 49 ] 6059 - (14409) - (3 \ 317) عن عطاء ، قال : قال جابر بن عبد الله : أهللنا - أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - بالحج خالصا ليس معه غيره ، خالصا وحده ، فقدمنا مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "حلوا ، واجعلوها عمرة " ، فبلغه أنا نقول : لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس ، أمرنا أن نحل ، فنروح إلى منى ، ومذاكيرنا تقطر منيا ، فخطبنا ، فقال : "قد بلغني الذي قلتم ، وإني لأتقاكم وأبركم ، ولولا الهدي ، لحللت ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ، ما أهديت ، حلوا واجعلوها عمرة " . قال : وقدم علي من اليمن ، قال : "بم أهللت ؟ " ، فقال : بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "فاهده وامكث حراما كما أنت " .

التالي السابق


* قوله : "أهللنا - أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - " : هو - بالنصب - بتقدير : أعني : أصحاب النبي ، أو : أخص أصحاب النبي ، أو أريد ، ونحو ذلك ، والحديث دليل على أنهم كانوا مفردين بالحج ، وقد جاء أن منهم من لم يكن كذلك ، فهذا بالنسبة إلى الغالب .

* "ومذاكيرنا تقطر منيا " : كناية عن قرب العهد بالجماع والاستمتاع بالنساء .

* قوله : "امكث حراما كما أنت " : أي : على الحال التي أنت عليها من الإحرام ، أكده لأنه أمر الناس بالفسخ ، فربما يستبعد في حقه البقاء على إحرامه ، فأكد الأمر بالبقاء على الإحرام لذلك ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية