الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                295 ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه: "أنه اعتمر مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ركب فيهم عمرو بن العاص ، وأن عمر - رضي الله عنه - عرس ببعض الطريق، قريبا من بعض المياه، فاحتلم عمر بن الخطاب ، وقد كاد أن يصبح، فلم يجد ماء في الركب، فركب حتى جاء الماء، فجعل يغسل ما رأى من الاحتلام حتى أسفر، . فقال له عمرو : : أصبحت ومعنا ثياب، فدع ثوبك. فقال عمر : - رضي الله عنه -: بل أغسل ما رأيت، وأنضح ما لم أره" .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح على شرط مسلم ، ويونس شيخه.

                                                وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه": عن معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه: "أن عمر أصابته جنابة وهو في سفر، فلما أصبح، قال: أترونا ندرك الماء قبل طلوع الشمس؟ قالوا: نعم، فأسرع المسير حتى أدرك، فاغتسل، وجعل يغسل ما رأى من الجنابة في [ ص: 465 ] ثوبه، فقال له عمرو بن العاص : لو لبست ثوبا غير هذا وصليت؟ فقال له عمر : إن وجدت ثوبا وجده كل إنسان؟! إني لو فعلت لكان سنة، ولكني أغسل ما رأيت وأنضح ما لم أر" .

                                                قوله: "في ركب" بفتح الراء، وهم أصحاب الإبل في السفر، دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها، والجمع أركب، والركبة -بالتحريك-: أقل من الركب، والأركوب -بالضم-: أكثر من الركب، والركبان الجماعة منهم، والركاب: جمع راكب، يقال: هم ركاب السفينة.

                                                قوله: "عرس" بتشديد الراء: من التعريس، وهو نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقفون وقفة للاستراحة، ويرتحلون، وأعرس: لغة فيه قليلة، والموضع: معرس ومعرس، والعريس: موضع الأسد.

                                                قوله: "إن وجدت وجده كل إنسان؟ " يعني إن وجدت أنا الثوب، فهل وجده كل إنسان؟!.




                                                الخدمات العلمية