الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                109 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا محمد بن سعيد ، قال: أنا الدراوردي ، عن ابن حرملة ، عن أبي ثفال المري ، عن رباح بن عبد الرحمن العامري ، عن ابن ثوبان ، عن أبي هريرة ، عن النبي - عليه السلام - مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: محمد بن سعيد بن سليمان الملقب: حمدان ، وثقه ابن حبان ، وروى له الترمذي .

                                                والدراوردي هو عبد العزيز بن محمد ، روى له الجماعة; البخاري مقرونا بغيره، نسبة إلى دراورد، قرية بخراسان .

                                                وابن حرملة عبد الرحمن .

                                                وأبو ثفال ثمامة .

                                                وابن ثوبان هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي المدني ، روى له الجماعة.

                                                وأخرج أبو داود : عن قتيبة بن سعيد ، عن محمد بن موسى ، عن يعقوب بن سلمة ، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر [اسم] الله عليه" .

                                                [ ص: 222 ] ورواه أحمد بهذا الإسناد.

                                                ورواه ابن ماجه : عن أبي كريب وعبد الرحمن بن إبراهيم ، كلاهما عن ابن أبي فديك ، عن محمد بن موسى .. إلى آخره نحوه.

                                                فهذا أبو جعفر الطحاوي قد أخرج حديث التسمية عن صحابيين: سعيد بن زيد ، وأبي هريرة .

                                                وفي الباب عن عائشة ، وأبي سعيد ، وسهل بن سعد ، وأنس ، وابن عمر ، وابن مسعود ، وأبي سبرة

                                                أما حديث عائشة - رضي الله عنها - فرواه البزار في "مسنده" وقال: ثنا إبراهيم بن زياد الصائغ ، نا أبو داود الحفري ، نا سفيان ، عن حارثة بن محمد ، عن عمرة ، عن عائشة : "أن النبي - عليه السلام - كان إذا بدأ الوضوء سمى" .

                                                وأخرجه الدارقطني ، ولفظه: "كان رسول الله - عليه السلام - إذا مس طهورا سمى الله" .

                                                وأما حديث أبي سعيد ، فرواه ابن ماجه : من ثلاث طرق عن كثير بن زيد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، أن النبي - عليه السلام - قال: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" .

                                                وأما حديث سهل بن سعد فرواه ابن ماجه أيضا: وقال: نا عبد الرحمن بن إبراهيم ، ثنا ابن أبي فديك ، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، عن أبيه، عن جده، عن النبي - عليه السلام - قال: "لا صلاة لمن لا وضوء له، [ ص: 223 ] ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاة لمن لا يصلي على النبي - عليه السلام - ولا صلاة لمن لا يحب الأنصار " .

                                                وأما حديث أنس - رضي الله عنه - فرواه النسائي : وقال: أنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: أبنا عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، عن ثابت وقتادة ، عن أنس قال: "طلب بعض أصحاب النبي - عليه السلام - وضوءا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل مع أحد منكم ماء؟ فوضع يده في الماء ويقول توضئوا بسم الله، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه، حتى توضئوا من عند آخرهم" قال: [ثابت] : قلت لأنس: كم تراهم؟ قال: نحوا من سبعين .

                                                وأما حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - فرواه الدارقطني ، وقال: نا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا هشام بن بهرام ، ثنا عبد الله بن حكيم ، عن عاصم بن محمد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من توضأ فذكر اسم الله على وضوءه كان طهورا لجسده، ومن توضأ ولم يذكر اسم الله على وضوءه كان طهورا لأعضائه" .

                                                وأخرجه البيهقي : بهذا الإسناد ثم قال: هذا ضعيف، وأبو بكر الداهري غير ثقة عند أهل العلم بالحديث.

                                                قلت: أراد بأبي بكر الداهري عبد الله بن حكيم -بضم الحاء وفتح الكاف، وذكره المزي بفتح الحاء- قال يحيى بن معين : عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري ليس بشيء، وقال السعدي : كذاب مصرح. وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات.

                                                وأما حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - فرواه الدارقطني أيضا وقال: نا عثمان بن أحمد [ ص: 224 ] الدقاق ، نا إسحاق بن إبراهيم بن [سنين] قال: ثنا يحيى بن هاشم ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله; فإنه يطهر جسده كله، وإن لم يذكر اسم الله على طهوره لم يطهر منه إلا ما مر عليه الماء، فإذا فرغ من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا قال ذلك; فتحت له أبواب السماء" .

                                                ورواه البيهقي مثله: وزاد بعد قوله: "وأن محمدا عبده ورسوله": "ثم ليصل علي، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة" ثم قال: وهذا ضعيف لا أعلمه رواه عن الأعمش غير يحيى بن هاشم وهو متروك الحديث.

                                                وأما حديث أبي سبرة فرواه الطبراني في "الكبير": بإسناده إليه مرفوعا قال: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ، ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لم يعرف حق الأنصار " .




                                                الخدمات العلمية