الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20833 9093 - (21340) - (5\151) عن ابن الأحمسي، قال: لقيت أبا ذر، فقلت له: بلغني عنك أنك تحدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: أما إنه لا تخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما سمعته منه، فما الذي بلغك عني؟ قلت: بلغني أنك تقول: " ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم الله " قال: قلت: وسمعته. قلت: فمن هؤلاء الذين يحب الله؟ قال: "الرجل يلقى العدو في الفئة فينصب لهم نحره حتى يقتل، أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض، فينزلون فيتنحى أحدهم، فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جواره، فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن ".

[ ص: 410 ]

قلت: ومن هؤلاء الذين يشنؤهم الله؟ قال: "التاجر الحلاف، أو قال: البائع الحلاف، والبخيل المنان، والفقير المختال ".


التالي السابق


* قوله : "لا تخالني": - بفتح حرف المضارع على القياس - أي: لا تظنني، والمشهور في صيغة المتكلم من المضارع إخال - بكسر حرف المضارع - على خلاف القياس.

* "يشنؤهم": من شنأه؛ كعلم - بهمزة في آخره - أي: أبغضه.

* "في الفئة": - بكسر الفاء - أي: الجماعة.

* "فينصب لهم نحره": أي: يثبت في مقابلتهم.

* "يقتل": - على بناء المفعول.

" "أو يفتح": - على بناء الفاعل أو المفعول - .

* "سراهم": - بضم السين - أي: سيرهم في الليل.

* "أن يمسوا الأرض": أي: يرقدوا ويستريحوا.

* "فيتنحى": أي: يأخذ ناحية، وهذا هو الثاني ممن يحبهم الله، لا القوم كلهم.

* "أو ظعن": - بفتح فسكون - أي: سفر.

* * *




الخدمات العلمية