الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20606 8971 - (21109) - (5\116 - 117) عن ابن عباس: أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، فقال ابن عباس: هو خضر، إذ مر بهما أبي بن كعب، فناداه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل، إذ قام إليه رجل، فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: لا. قال: فأوحى الله إليه عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إلى لقيه، وجعل الله له الحوت آية، فقيل له: إذا فقدت الحوت، فارجع، فإنك ستلقاه، قال ابن مصعب، في حديثه: فنزل منزلا، فقال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد [ ص: 331 ] لقينا من سفرنا هذا نصبا [الكهف: 62] ، فعند ذلك فقد الحوت، فارتدا على آثارهما قصصا [الكهف: 64] ، فجعل موسى يتبع أثر الحوت في البحر ". قال: "فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه ".

التالي السابق


* قوله : "تمارى": تجادل.

* "في ملأ ": في جماعة.

* "قال: لا": جواب عن علمه، وأيضا كان موسى أعلم في علمه - صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليه - لكن كان اللائق بحاله أن يرد العلم إلى الله تعالى، فحيث ترك ذلك، عوتب.

* "عبدنا خضر": أي: أعلم منك؛ أي: في علمه، فكل منهما أعلم من الآخر في علمه.

* "إلى لقيه": لأخذ العلم منه، وفيه من فضل العلم والزيادة فيه ما لا يخفى؛ فإن موسى مع أنه كليم الرحمن، رضي بالتتلمذ للخضر؛ لزيادته، مع التعب في طلبه، ثم تعب بعد في الصبر على صحبته، كيف وفيه قوله تعالى: وقل رب زدني علما [طه: 114].

* "فعند ذلك فقد": أي: موسى، أو فتاه؛ بأن تذكر فقده.

* "قصصا": أي: يتبعان الأثر اتباعا، يعني: السنة؛ أي: القحط.

* * *




الخدمات العلمية