الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19796 8667 - (20307) - (5\26) عن معقل بن يسار، قال: وضأت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: " هل لك في فاطمة تعودها؟ " فقلت: نعم، فقام متوكئا علي، فقال: " أما إنه سيحمل ثقلها غيرك، ويكون أجرها لك " قال: فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة، فقال لها: " كيف تجدينك؟ " قالت: والله لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي " قال أبو عبد الرحمن: وجدت في كتاب أبي بخط يده، في هذا الحديث، قال: " أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما ".

التالي السابق


* قوله : "وضأت": - بتشديد الواو - .

* "هل لك في فاطمة؟": أي: هل لك رغبة في زيارتها وعيادتها؟

* "ثقلها": أي: ثقل هذه الفعلة التي هي الاتكاء، أو ثقل الزيارة والعيادة؛ أي: ليس عليك ثقل في الزيارة، وإنما لك الأجر الخالص.

* "لم يكن علي شيء": زال عني ثقل الاتكاء علي بذلك القول.

* "سلما": بكسر فسكون - أي: إسلاما.

وفي "المجمع": رواه أحمد، والطبراني، وفيه خالد بن طهمان، وثقه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله ثقات، انتهى.

قلت: لكنه رمي بالتشيع كما سبق، فهو في رواية مثل هذا الحديث لا يخلو عن تهمة، إلا أن هذا الكلام رواه الطبراني بإسناد صحيح مرسلا كما في [ ص: 104 ] "المجمع" فتقوى، ولفظه: "إنه لأول أصحابي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما" والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية