الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1725 967 - (1723) - (1 \ 200) عن أبي الحوراء السعدي ، قال : قلت للحسن بن علي : ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة ، فألقيتها في فمي ، فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها ، فألقاها في التمر ، فقال له رجل : ما عليك لو أكل هذه التمرة ؟ قال : " إنا لا نأكل الصدقة " .

[ ص: 198 ] قال : وكان يقول : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب ريبة " .

قال : وكان يعلمنا هذا الدعاء : "اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنه لا يذل من واليت " ، وربما قال : "تباركت ربنا وتعاليت " .

التالي السابق


* قوله : "فانتزعها . . . إلخ " : يدل على أنه لا يمكن الصغير مما يحرم على الكبير .

* "دع ما يريبك " : يروى - بفتح الياء وضمها ، والفتح أشهر - ; أي : دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك ، قيل : هو مخصوص بنفوس زكية عن أوساخ الآثام . قلت : ترك المشتبهات مطلوب في الشرع . نعم .

* قوله : "فإن الصدق طمأنينة . . . إلخ " : يقتضي الحمل على ما قال ; أي : يعرف الحق بطمأنينة النفس إليه ، وخلافه بقلق النفس واضطرابها ، فليتأمل .




الخدمات العلمية