الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أنه قال جاء عثمان بن عفان إلى صلاة العشاء فرأى أهل المسجد قليلا فاضطجع في مؤخر المسجد ينتظر الناس أن يكثروا فأتاه ابن أبي عمرة فجلس إليه فسأله من هو فأخبره فقال ما معك من القرآن فأخبره فقال له عثمان من شهد العشاء فكأنما قام نصف ليلة ومن شهد الصبح فكأنما قام ليلة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          297 294 - ( مالك عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( عن محمد بن إبراهيم ) بن الحارث التيمي ( عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ) واسمه بشير وقيل : بشر ، وقيل : ثعلبة ( الأنصاري ) الخزرجي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه صحابي شهير ، وأمه هند بنت المقوم بن عبد المطلب صحابية بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكره مطين وابن السكن في الصحابة ، وقال أبو حاتم : لا صحبة له ، قال ابن سعد : ثقة كثير الحديث ( أنه قال : جاء عثمان بن عفان إلى صلاة العشاء فرأى أهل المسجد قليلا فاضطجع في مؤخر المسجد ينتظر الناس أن يكثروا ) قال الباجي : لأن من أدب الأئمة بالناس انتظارهم بالصلاة إذا تأخروا وتعجيلها إذا اجتمعوا ، وقد فعله صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء ( فأتاه ابن أبي عمرة ) فيه التفات ( فجلس إليه فسأله من هو ) والأصل فأتيته فجلست وهكذا ( فأخبره فقال : ما معك من القرآن ؟ فأخبره ) بما معه ( فقال له عثمان : من شهد ) أي صلى ( العشاء ) في جماعة ( فكأنما قام نصف ليلة ومن شهد الصبح ) أي صلاها في جماعة ( فكأنما قام ليلة ) قال القرطبي : معناه أنه قام نصف ليلة أو ليلة لم يصل فيها العشاء والصبح في جماعة إذ لو صلى ذلك في جماعة لحصل له فضلها وفضل القيام .

                                                                                                          وقال البيضاوي : نزل صلاة كل من طرفي الليل منزلة نوافل نصفه ، ولا يلزم منه أن يبلغ ثوابه من قام الليل كله لأن هذا تشبيه مطلق مقدار الثواب ، ولا يلزم من تشبيه الشيء بالشيء أخذه بجميع أحكامه ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلي - العشاء والصبح جماعة - منفعة في قيام الليل غير التعب ، وهذا الحديث وإن كان موقوفا فله حكم الرفع ، لأنه لا يقال بالرأي وقد صح مرفوعا .

                                                                                                          أخرج مسلم وأبو داود والترمذي من طريق سفيان الثوري [ ص: 473 ] عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال : " دخل عثمان المسجد فقعد وحده فقعدت إليه فقال : يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ، ومن صلى الصبح في جماعة كان كقيام ليلة " ، وأخرج أحمد ومسلم من طريق عبد الواحد بن زياد عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال : " دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده فقعدت إليه فقال : يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله " .




                                                                                                          الخدمات العلمية