الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله تعالى : ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا قال ابن عباس وقتادة : " لا يجرمنكم : لا يحملنكم " . وقال أهل اللغة : يقال جرمني زيد على بغضك أي حملني عليه . وقال الفراء : لا يكسبنكم ، يقال : جرمت على أهلي أي كسبت لهم ، وفلان جريمة أهله أي كاسبهم ؛ قال الشاعر :

جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا

[ ص: 296 ] ويقال : جرم يجرم جرما ، إذا قطع . وقوله تعالى : شنآن قوم قرئ بفتح النون وسكونها ، فمن فتح النون جعله مصدرا من قولك : " شنئته أشنأه شنآنا " والشنآن البغض فكأنه قال ولا يجرمنكم بغض قوم ؛ وكذلك روي عن ابن عباس وقتادة قالا عداوة قوم " .

ومن قرأ بسكون النون فمعناه بغيض قوم ، فنهاهم الله بهذه الآية أن يتجاوزوا الحق إلى الظلم والتعدي ، لأجل تعدي الكفار بصدهم المسلمين عن المسجد الحرام ؛ ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك .

التالي السابق


الخدمات العلمية