الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        706 - فمنها : ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك حدثنا فهد قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : أنا الدراوردي . ( ح ) .

                                                        707 - وحدثنا محمد بن خزيمة قال : ثنا القعنبي ، قال : ثنا الدراوردي ، قال : حدثني عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة قال : سئل ابن عباس عن الغسل يوم الجمعة أواجب هو ؟ قال : لا ، ولكنه طهور وخير ، فمن اغتسل ، [ ص: 117 ] فحسن ، ومن لم يغتسل ، فليس عليه بواجب ، وسأخبركم كيف بدأ ، كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ، ويعملون على ظهورهم ، وكان المسجد ضيقا مقارب السقف ، إنما هو عريش ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار ، وقد عرق الناس في ذلك الصوف ، حتى ثارت رياح ، حتى آذى بعضهم بعضا . فوجد النبي صلى الله عليه وسلم تلك الرياح ، فقال : أيها الناس ، إذا كان هذا اليوم ، فاغتسلوا ، وليمس أحدكم أمثل ما يجد من دهنه وطيبه . قال ابن عباس رضي الله عنه : ثم جاء الله بالخير ، ولبسوا غير الصوف ، وكفوا العمل ، ووسع مسجدهم . فهذا ابن عباس رضي الله عنه ، يخبر أن ذلك الأمر الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغسل ، لم يكن للوجوب عليهم ، وإنما كان لعلة ، ثم ذهبت تلك العلة ، فذهب الغسل ، وهو أحد من روي عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بالغسل . وقد روي عن عائشة رضي الله عنها في ذلك شيء .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية