الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

2616 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصيدلاني - بأصبهان - أن أبا علي الحسن بن أحمد الحداد أخبرهم - وهو حاضر - أبنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، أبنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله سمويه ، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، أبنا نافع بن يزيد ، أبنا عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن نبي الله أيوب عليه السلام لبث به [ ص: 183 ] بلاؤه ثمانية عشر سنة أو شهرا - فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه به ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : تعلم والله إن أيوب قد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، فقال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثمانية عشر شهرا لم يرحمه الله فيكشف ما به ، فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، فقال أيوب عليه السلام : ما أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتراغمان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما أن يذكر الله إلا في حق ، وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، فأوحي إلى أيوب عليه السلام في مكانه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته ، فتلقته ينظر وأقبل عليها قد أذهب الله تعالى ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله عليه السلام هذا المبتلى ؟ والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو .

وكان له أندران ، أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله تعالى سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض
.

رواه الإمام محمد بن يحيى الذهلي في حديث الزهري عن [ ص: 184 ] سعيد بن الحكم وفيه : ثمانية عشر سنة ، بغير الشك ، وقد رواه عبد الله بن وهب ، عن نافع بن يزيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية