الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 602 ]

                                488 - وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في طرف تلعة من وراء العرج كبيرة، وأنت ذاهب إلى هضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رضم من حجارة، عن يمين الطريق عند سلمات الطريق، بين أولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيصلي الظهر في ذلك المسجد

                                التالي السابق


                                وفي رواية الإمام أحمد لهذا الحديث زيادة في هذا بعد قوله: "وأنت ذاهب على رأس خمسة أميال من العرج في مسجد إلى هضبة" - وذكر باقيه.

                                والتلعة : المكان المرتفع من الأرض.

                                قال الخطابي : التلعة مسيل الماء من فوق لأسفل. قال: والهضبة فوق الكثيب في الارتفاع ودون الجبل. والرضم : حجارة كبار واحدتها رضمة. والسلمات : جمع سلمة، وهي شجرة ورقها القرظ الذي يدبغ به الأدم. وقيل: السلم يشبه القرظ وليس به. انتهى ما ذكره.

                                وحكى غيره أن الهضبة كل جبل خلق من صخرة واحدة، وكل صخرة رأسية تسمى هضبة، وجمعها هضاب -: قاله الخليل .

                                وقال الأصمعي : الهضبة: الجبل المنبسط على الأرض. والسلمات - بالفتح -: شجر، والسلمات بالكسر -: حجارة. والرضم والرضام: دون الهضاب -: قاله أبو عمرو والواحدة منها رضمة. والعرج : مكان معروف بين مكة والمدينة يقال: إنه عقبة.




                                الخدمات العلمية