الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن مسعود المقدسي ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا الأوزاعي ، ح .

              وحدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا علي بن خشرم ، ثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله : لا تعاقب رجلا لمكان جلسائه ، ولا لغضب عليه ، ولا تؤدب أحدا من أهل بيتك إلا على قدر ذنبه ، وإن لم تبلغ إلا سوطا واحدا .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن مسعود ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا الأوزاعي قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله : ولا تركب دابة إلا دابة يضبط سيرها أضعف دابة في الجيش .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن مسعود ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا الأوزاعي قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة بن محمد عامله على اليمن : انظر من قبلك من بني فلان فأقصهم عنك ، ولا تشركهم في شيء من عملك ، فإنهم بئس أهل البيت كانوا .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا إبراهيم بن حمزة ، ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن ابن شهاب قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله : أما بعد ، فاتق الله فيمن وليت أمره ، ولا تأمن مكره في تأخيره عقوبته ، فإنه إنما يعجل بالعقوبة من يخاف الفوت ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا جعفر بن برقان قال : كتب إلينا عمر بن عبد العزيز : إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد ، وقد كتبت إلى أهل الأمصار أن يخرجوا يوم كذا وكذا ، في شهر كذا وكذا ، في ساعة كذا وكذا ، فاخرجوا ، ومن أراد منكم أن يتصدق فليفعل ، فإن الله تعالى قال : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) وقولوا كما قال أبوكم عليه السلام : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ، [ وقولوا كما قال نوح : [ ص: 305 ] ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ] .

              وقولوا كما قال موسى عليه السلام : ( رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ) ، وقولوا كما قال ذو النون : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .

              حدثنا علي بن حميد الواسطي ، ومحمد بن أحمد بن الحسن قالا : ثنا بشر بن موسى ، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، ثنا محمد بن عيسى ، عن عبد العزيز قال : كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه : أما بعد ، فإن مدينتنا قد خربت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لها مالا يرمها به فعل . فكتب إليه عمر : أما بعد ، قد فهمت كتابك وما ذكرت أن مدينتكم قد خربت ، فإذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل ، ونق طرقها من الظلم ، فإنه مرمتها ، والسلام .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن أبي الربيع ، ثنا سعيد بن عامر ، عن عون بن معمر قال : كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز : أما بعد ، فكأنك بآخر من كتب عليه الموت قيل قد مات ، فأجابه عمر : أما بعد ، فكأنك بالدنيا ولم تكن ، وكأنك بالآخرة ولم تزل .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن معمر قال : كتب عمر إلى عدي بن أرطاة - وكان استخلفه على البصرة - : أما بعد فإنك غررتني بعمامتك السوداء ، ومجالستك القراء ، أظهرت لي الخير فأحسنت بك الظن ، وقد أظهر الله علي ما كنتم تكتمون ، والسلام .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عبد الله بن محمد الحراني ، ثنا يوسف القطان ، ثنا جرير بن عبد الحميد ، ثنا جابر بن حنظلة الضبي قال : كتب عدي بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز : أما بعد ، فإن الناس قد كثروا في الإسلام ، وخفت أن يقل الخراج . فكتب إليه عمر بن عبد العزيز : فهمت كتابك ، ووالله لوددت أن الناس كلهم أسلموا حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا موسى بن زكريا الغلابي ، ثنا ابن عائشة ، [ ص: 306 ] عن أبيه قال : بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنا له اشترى فصا بألف درهم ، فتختم به ، فكتب إليه عمر : عزيمة مني إليك ، لما بعت الفص الذي اشتريت بألف درهم ، وتصدقت بثمنه ، واشتريت فصا بدرهم واحد ، ونقشت عليه : رحم الله امرأ عرف قدره والسلام .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا أحمد بن زيد الخزاز ، ثنا ضمرة ، ثنا كريز بن سليمان ، أن عمر بن عبد العزيز ، كتب إلى عامله عبد الله بن عون على فلسطين أن اركب إلى البيت الذي يقال له المكس فاهدمه ، ثم احمله إلى البحر فانسفه في اليم نسفا .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا إدريس بن عبد الكريم ، ثنا محرز بن عون ، ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الله بن موسى قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي : ما طاقة المسلم بجور السلطان مع نزغ الشيطان ، إن من عون المسلم على دينه أن يتقى بحقه .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبو عبد الله السلمي ، حدثني مبشر ، عن نوفل بن أبي الفرات [ قال : كتبت الحجبة إلى عمر بن عبد العزيز ، يأمر للبيت بكسوة كما يفعل من كان قبله ، فكتب إليهم : إني رأيت أن أجعل ذلك في أكباد جائعة ، فإنهم أولى بذلك من البيت .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو عبد الله السلمي قال : حدثني مبشر ، عن نوفل بن أبي الفرات ] قال : كنت عاملا لعمر بن عبد العزيز ، فكنت أختم على بيادر أهل الذمة ، فجاءني كتاب عمر أن لا تفعل ، فإنه بلغني أنها كانت من صنائع الحجاج ، وأنا أكره أن أتأسى به .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية