الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3273 وعن ثعلبة بن عباد العبدي من - أهل البصرة - قال : شهدت يوما خطبة لسمرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي عرضين لنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر اسودت حتى أضاءت كأنها مؤمة قال : [ فقال ] أحدنا لصاحبه : انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته حدثا قال : فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز قال : ووافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى الناس ، فاستقدم فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ثم سجد كأطول ما سجد بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية قال زهير : حسبته قال : فسلم فحمد الله - عز وجل - وأثنى عليه وشهد أنه عبد الله ورسوله ثم قال : " أيها الناس أنشدكم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي - عز وجل - لما أخبرتموني ذاك ؟ ( فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ ، وإن كنتم تعلمون أني بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ذاك ؟ ) قال : فقام رجال فقالوا : نشهد أنك قد [ ص: 210 ] بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك ( ثم سكتوا ) ثم قال : " أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنهم قد كذبوا ، ولكنها آيات من آيات الله - عز وجل - يعتبر بها عباده فينظر من يحدث له منهم توبة وإني والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم ، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى - لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة - وإنه متى ما يخرج فإنه سوف يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله - وقال حسن : بشيء من عمله سلف - وإنه سيظهر - أو قال : سوف يظهر - على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس ، وإنه يحضر المؤمنون في بيت المقدس فيزلزلوا زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تبارك وتعالى حتى أن جذم الحائط - أو قال : أصل الحائط - قال حسن الأشيب : وأصل الشجرة لتنادي - أو قال : تقول : - يا مؤمن - أو قال : يا مسلم - هذا يهودي - أو قال هذا كافر - تعال فاقتله قال : ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا ؟ وحتى تزول جبال عن مراتبها ثم على أثر ذلك القبض " قال : ثم شهد خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث ما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها قلت : في السنن بعضه في الكسوف .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه زاد : " وأنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس " وقال أيضا : قال الأسود بن قيس : وحسبت أنه قال : " فيصبح فيهم عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيهزمه الله وجنوده " ، والباقي بنحوه قال الترمذي فيما رواه منه : حديث حسن صحيح

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية