الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين اللطافة وعزة النفس؟

السؤال

السلام عليكم.

شكرًا لكم على هذا الموقع، وخاصةً في هذا الزمن.

أنا أريد أن أعرف الفرق بين أن أكون إنسانةً لطيفةً، أو أكون معزةً لنفسي وكرامتي، فهل صحيح أن الكرامة وعزة النفس أهم شيء في حياة الإنسان؟ وأيهما أحب إلى الله؟ وكيف أرضي الله بهذه الأعمال؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم، أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا، إنه جواد كريم، وبعد:

دعينا أولاً نحرر بعض المصطلحات حتى نجيب على أسس واضحة:

- اللطافة: هي كلمة مرادفة للإحسان، واحترام مشاعر الآخرين، وعليه فالإنسان اللطيف هو المراعي لمشاعر الناس، ولا يتعمد إيذاءهم، التماسًا للأجر من الله -عز وجل- أولاً، ثم لمساعدة الآخرين.

- عزة النفس: تعني عدم إهدار الحقوق، أو التقليل من الذات، أو التواضع في موقف أو مكان ينتقص فيه من حقوق نفسك، أو أهلك، أو دينك.

- الكرامة: قرينة عزة النفس بالمعنى السابق، لكنها لا تعني التكبر، أو السخرية، بل المراد بها اعتزال كل ما يؤدي إلى جرح الكرامة، أو التقليل من الذات، أو النفي في المجتمع.

وعليه فعزة النفس أو الكرامة ليس المقصود بها اعتزال الناس، بل المقصود بها صيانة الذات عن التواضع في أماكن غير لائقة، أو مواقف غير جيدة.

والسؤال الآن: كيف أجمع بين احترام مشاعر الآخرين، وأن أكون -بتعبيرك- لطيفةً معهم، مع عدم التنازل عن عزة النفس أو الكرامة؟

نقول لك -أختنا-: يتم هذا بعدة أمور:

1- تحديد الأهداف، وتجديد النية: فإذا أردت تقديم معروف لأحد، فعليك أن تحتسبي الأجر عند الله، ولا تنتظري منه ثناءً ولا شكرًا، بل غايتك في ذلك إرضاء الله تعالى.
2- الابتعاد عن مواطن الشبهات؛ فأنت لا زلت في منتدى الشباب، وعليه فلا يجب الحديث أو التواجد في محضر الشباب، كما لا ينبغي التواجد بين سفلة البنات، أو من لا يحترمن الغير.
3- الابتعاد عن الصدام دون إثارة من أمامك، فإذا علمت عن فتاة سوءًا، أو كان لسانها غير جيد، فاجعلي العلاقة معها على الحد الأدنى، دون إثارة حفيظتها ضدك.
4- الإكثار من الصديقات الصالحات، على أن تكوني قدوةً لهن، أو معينةً لهن على طاعة الله عز وجل.
5- اعتمدي هذه القاعدة في حياتك كلها (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
6- تعرفي على أخوات صالحات أكبر منك سنًا، وأكثر تدينًا، واستشيريهن في بعض القضايا الاجتماعية؛ فإنهن سيكن معينات لك -بإذن الله-.

وأخيرًا: اعلمي -أختنا الكريمة- أن الدنيا فيها الخير والشر، والحسن والقبيح، فلا تتوقعي المثالية في الحياة، ولا تنفري من بعض الأخطاء، بل -كما ذكرنا لك- احتسبي في كل عمل الأجر من الله، وستجدين الخير أمام عينيك ماثلاً.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات