الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        305 275 - وذكر مالك في هذا الباب أيضا عن يحيى بن سعيد أن رجلا كان يؤم الناس بالعقيق ، فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز فنهاه .

                                                                                                                        7323 - قال : وإنما نهاه لأنه كان لا يعرف أبوه .

                                                                                                                        [ ص: 379 ]

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        [ ص: 379 ] 7324 - قال أبو عمر : هذه عندهم كناية كالتصريح ; لأنه كان ولد زنى ، فكره عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - أن ينصب مثله إماما ; لأنه خلق من نطفة خبيثة . وقد روي أنه شر الثلاثة كما يعاب من حملت به إن كانت حائضا ، أو من سكران ، وإن كان هو في ذلك كله لا ذنب له .

                                                                                                                        7325 - وقد يحتمل أن يكون نهاه عن التعرض للإمامة ; لأنه فيها كمال وجمال حال بنفس صاحبها ، ويحسد عليها .

                                                                                                                        7326 - فمن كان لغير رشده وطلب ذلك فقد عرض نفسه للقول فيه وجعله غرضا للألسنة ، وأثار على نفسه من كان سكت عنه لو لم يضر في حاله تلك ، والله أعلم .

                                                                                                                        7327 - واختلف الفقهاء في إمامة ولد الزنى .

                                                                                                                        7328 - فقال مالك : أكره أن يكون إماما راتبا .

                                                                                                                        7329 - قال : وشهادته جائزة في كل شيء إلا في الزنى فإنها لا تجوز .

                                                                                                                        7330 - وهو قول الليث بن سعد .

                                                                                                                        7331 - وقال سفيان الثوري والأوزاعي : لا بأس بأن يؤم ولد الزنى .

                                                                                                                        7332 - وقال أبو حنيفة وأصحابه : غيره أحب إلينا .

                                                                                                                        7333 - وقال الشافعي : أكره أن ينصب إماما لأن الإمامة موضع فضل ، وتجزئ من صلى خلفه صلاتهم وتجزيه .

                                                                                                                        [ ص: 380 ] 7334 - وقال عيسى بن دينار : لا أقول بقول مالك في إمامة ولد الزنى ، وليس عليه من ذنب أبويه شيء .

                                                                                                                        7335 - وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : لا أكره إمامة ولد الزنى إذا كان في نفسه أهلا للإمامة .

                                                                                                                        7336 - قال أبو عمر : ليس في شيء من الآثار الواردة في شرط الإمامة في الصلاة ما يدل على مراعاة نسب ، وإنما فيه الدلالة على الفقه والقراءة والصلاح في الدين .




                                                                                                                        الخدمات العلمية