الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20816 9081 - (21323) - (5\149) عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقطع صلاة الرجل، إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل: المرأة والحمار والكلب الأسود " قلت: ما بال الأسود من الأحمر؟ قال: ابن أخي، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: "الكلب الأسود شيطان ".

التالي السابق


* قوله : "يقطع صلاة الرجل": ذكر الرجل إما للاحتراز عن المرأة إن قلنا بخصوص الحكم بالرجل، أو لأنه الأصل إن قلنا بعموم الحكم؛ كما هو ظاهر بعض الروايات.

* "كآخرة الرحل": هي - بمد وكسر خاء - : الخشبة التي يستند إليها راكب البعير، و"الكاف" اسم بمعنى المثل وقع اسما لكان، والمراد: قدرها.

وظاهر الحديث أن مرور هذه الأشياء يبطل الصلاة، وبه قال قوم، والجمهور على خلافه، فلذلك أوله النووي وغيره بأن المراد: قطع الخشوع؛ لشغل القلب بهذه الأشياء، وليس المراد إبطالها، ثم رد النووي دعوى نسخ الحديث، وأنت خبير بأن شغل القلب لا يرتفع بقدر آخرة الرحل؛ إذ المار وراءه في شغل القلب قريب من المار في شغل القلب إذا لم يكن ثمة قدر آخرة الرحل فيما يظهر، فالوقاية بآخرة الرحل على هذا المعنى غير ظاهر.

* "شيطان": حمله بعضهم على ظاهره، وقال: إن الشيطان يتصور بصورة [ ص: 402 ] الكلاب السود، وقيل: بل هو أشد ضررا من غيره، فسمي شيطانا ، وعلى كل تقدير لا إشكال بكون مرور الشيطان نفسه لا يقطع الصلاة؛ لجواز أن يكون القطع مستندا إلى مجموع الخلق الشيطاني في الصورة الكلبية.

* * *




الخدمات العلمية