الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                947 992 - [ ص: 213 ] الحديث الثاني:

                                حديث ابن عباس، أنه بات عند ميمونة وهي خالته.

                                فذكر الحديث في وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم- وصلاته بالليل ركعتين ركعتين ست مرات.

                                ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام، فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الصبح
                                .

                                التالي السابق


                                وقد خرجه في " الوضوء" في " باب: القراءة بعد الحدث "، عن إسماعيل ، عن مالك .

                                وخرجه هاهنا، عن عبد الله بن مسلمة ، عن مالك .

                                وقد خرجه أبو داود ، عن القعنبي ، وقال القعنبي : ست مرات، يعني: لفظة: " الركعتين".

                                قال ابن عبد البر : لم يختلف على مالك في إسناده، ولا في لفظه.

                                وقد خرجه البخاري في أواخر " كتاب العلم"، في " باب: السمر في العلم"، من حديث شعبة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى قبل أن ينام أربع ركعات، ثم نام، ثم لما قام من الليل صلى خمس ركعات، ثم صلى ركعتين، ثم نام، ثم خرج إلى الصلاة.

                                وهذا قد يشعر بأنه أوتر بخمس لم يسلم إلا في آخرهن.

                                وخرجه في " أبواب الصفوف" - أيضا- بنحوه.

                                [ ص: 214 ] وخرجه فيها - أيضا- من رواية كريب ، فقال فيه: فصلى ثلاث عشرة ركعة، ثم نام حتى نفخ.

                                وخرج أبو داود من حديث يحيى بن عباد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - في هذا الحديث- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أوتر بخمس لم يجلس بينهن.

                                وخرجه أبو داود من حديث محمد بن قيس الأسدي ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وفيه: ثم صلى سبعا أو خمسا، أوتر بهن، لم يجلس إلا في آخرهن.

                                ورده الأثرم بمخالفته الروايات الكثيرة الصحيحة عن ابن عباس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أوتر تلك الليلة بركعة بعد أن صلى قبلها ركعتين، ثم ركعتين ستا أو خمسا .

                                وفي رواية مالك : أن اضطجاع النبي - صلى الله عليه وسلم- كان قبل ركعتي الفجر.

                                وأكثر الروايات تدل على خلاف ذلك، كرواية سلمة بن كهيل ، عن كريب ، ورواية عبد ربه بن سعيد ، عن مخرمة، عن كريب .

                                وكلاهما مخرجة في " الصحيحين".

                                وكذلك رواية بكير بن الأشج ، عن كريب .

                                وهي مخرجة في " صحيح مسلم ".

                                لكن رواه الضحاك بن عثمان ، عن مخرمة ، عن كريب ، عن ابن عباس ، [ ص: 215 ] وقال في حديثه: أنه صلى إحدى عشرة ركعة، ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدا، فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين.

                                خرجه مسلم .

                                وهذا يوافق رواية مالك ، إلا أنه يخالفها في ذكر الاحتباء دون الاضطجاع.

                                ورواه سعيد بن أبي هلال ، عن مخرمة - بنحو رواية مالك - أيضا.

                                خرجه أبو داود والنسائي .

                                وقد روي في هذا الحديث، عن ابن عباس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى تلك الليلة ثمان ركعات، ثم أوتر بثلاث ، من وجوه غير قوية.

                                خرجه أبو داود من بعضها.

                                وخرج مسلم من رواية محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه، عن جده، وذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى تلك الليلة ست ركعات، ثم أوتر بثلاث، ثم أذن المؤذن، فخرج إلى الصلاة.

                                وخرجه أبو داود ، وزاد فيه: أنه صلى ركعتي الفجر حين طلع الفجر.

                                فعلى هذه الرواية: تكون كل صلاته إحدى عشرة ركعة.

                                وأكثر الروايات تدل على أنه صلى الله عليه وسلم صلى ثلاث عشرة ركعة.

                                لكن رواية مالك وسعيد بن أبي هلال ، فيهما: أن الثلاث عشرة بدون ركعتي الفجر.

                                [ ص: 216 ] وكذلك رواه الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن كريب ، عن ابن عباس .

                                خرج حديثه النسائي .

                                وذكر الإمام أحمد ، أن الأعمش وهم في إسناده.

                                وأكثر الروايات تدل على أن ركعتي الفجر من الثلاث عشرة، ورواية الضحاك عن مخرمة مصرحة بذلك.

                                وقد خرجها مسلم .

                                وخرج البخاري - أيضا- ذلك من رواية شريك بن أبي نمر ، عن كريب ، عن ابن عباس .

                                وكذلك خرج أبو داود ، من رواية ابن طاوس ، عن عكرمة بن خالد ، عن ابن عباس ، فذكر الحديث، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتا الفجر، حزرت قيامه في كل ركعة بقدر يا أيها المزمل

                                وفي رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عباس التي خرجها البخاري ، أنه صلى الله عليه وسلم صلى قبل نومه أربعا، ثم بعد قيامه من نومه خمسا، ثم صلى ركعتين.

                                فهذه إحدى عشرة ركعة.

                                والظاهر: أن الركعتين بعد الخمس هما ركعتا الفجر.

                                وخرجه أبو داود ، وعنده: أن نومه كان قبل الركعتين، ثم صلى [ ص: 217 ] الركعتين، ثم خرج فصلى الغداة.

                                وهو يدل على ما قلناه.

                                وخرجه النسائي ، وعنده: أنه صلى خمسا، ثم ركعتين، ثم نام، ثم صلى ركعتين، ثم خرج إلى الصلاة.

                                فعلى هذه الرواية: صلاته ثلاث عشرة ركعة.

                                وكل هذه الروايات من رواية شعبة ، عن الحكم .



                                الخدمات العلمية