الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ولا يجب فعل قراءة على مأموم ) روي ذلك عن علي وابن عباس وابن مسعود وجابر [ ص: 463 ] وابن عمر لقوله تعالى { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا } قال أحمد في رواية أبي داود أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة .

                                                                                                                      وعن أبي هريرة مرفوعا { إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا } رواه الخمسة إلا الترمذي وصححه أحمد في رواية الأثرم ومسلم بن الحجاج ولولا أن القراءة لا تجب على المأموم بالكلية ، لما أمر بتركها من أجل سنة الاستماع عن عبد الله بن شداد مرفوعا { من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة } رواه سعيد وأحمد في مسائل ابنه عبد الله والدارقطني قد روى مسندا من طرق ضعاف والصحيح أنه مرسل وهو عندنا حجة قاله في شرح المنتهى وقال ابن مسعود لا أعلم في السنة القراءة خلف الإمام وقال ابن عمر قراءته تكفيك وقال علي ليس على الفطرة من قرأ خلف الإمام وقال ابن مسعود وددت من قرأ خلف الإمام أن أملأ فاه ترابا روى ذلك سعيد والمراد بأنه لا قراءة على المأموم أنه يتحملها الإمام عنه وإلا فهي واجبة عليه نبه عليه القاضي فلذلك قال ( فيتحمل عنه إمامه ثمانية أشياء : الفاتحة ) لما تقدم ( وسجود السهو ) إذا كان دخل معه في الركعة الأولى كما تقدم تفصيله في سجود السهو ( والسترة قدامه ) لما تقدم : سترة الإمام سترة لمن خلفه ( والتشهد الأول إذا سبقه بركعة ) من رباعية لوجوب المتابعة ( وسجود تلاوة أتى بها ) المأموم ( في الصلاة خلفه و ) فيما إذا ( سجد الإمام لتلاوة سجدة قرأها ) الإمام ( في صلاة سر فإن المأموم إن شاء لم يسجد وتقدم في الباب قبله ) لكن قد يقال : المأموم ليس بتال ، ولا مستمع ، كما تقدم فلم تشرع السجدة في حقه ابتداء حتى يتحملها عنه الإمام إلا أن يقال : توجه إليه الطلب باعتبار المتابعة ، فيتحملها عنه ( وقول : سمع الله لمن حمده وقول : ملء السموات ) إلى آخره ( بعد التحميد ودعاء القنوت ) إن كان يسمع الإمام فيؤمن فقط ، وإلا قنت ، وتقدم .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية