الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              أدرك عدة من الصحابة ، ورأى منهم : أنس بن مالك ، وأبا أبي عبد الله بن أم حرام الأنصاري ، وواثلة بن الأسقع ، وعبد الله بن بسر ، وأبا أمامة . وروى عن : عبادة بن الصامت ، وعتبة بن غزوان السلمي ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأرسل عنهم .

              حدثنا الحسن بن علان ، ثنا أحمد بن عيسى بن السكن . قال : حدثني أبو عمرو الزبير بن محمد الرهاوي . قال : ثنا قتادة بن فضل الحرشي ، عن إبراهيم بن أبي عبلة . قال : " قلت لأنس بن مالك : كيف أتوضأ ؟ قال : أتسألني كيف أتوضأ ، ولا تسألني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ !! قال : قلت : نعم ! قال : رأيته يتوضأ ثلاثا ، وقال : بذلك أمرني ربي عز وجل " .

              حدثنا سليمان بن أحمد . قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ، ثنا عمرو بن عثمان . قال : ثنا عبد السلام بن عبد القدوس ، عن إبراهيم ، عن أنس . قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوجها لم يتزوجها إلا ليغض بصره ، ويحصن فرجه ، أو يصل رحمه ، إلا بارك الله له فيها ، وبارك لها فيه " . غريب من حديث إبراهيم ، تفرد به ابن عبد القدوس .

              [ ص: 246 ] حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا أحمد بن علي الخزاز ، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، ثنا أبو العباس ، عن إبراهيم . قال : رأيت على عبد الله بن أم حرام ثوبا جديدا .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن جعفر الرازي ، ثنا علي بن الجعد ، ثنا غياث بن إبراهيم ، ثنا إبراهيم . قال : سمعت عبد الله بن أم حرام الأنصاري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السماوات والأرض " - لفظهما سواء ، وأبو العباس أراه غياث بن إبراهيم .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن النضر العسكري ، ثنا سعيد بن حفص النفيلي ، ثنا محمد بن محصن العكاشي ، عن إبراهيم ، عن أبي أمامة . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم بارك لأمتي في سحورها ، تسحروا ولو بشربة من ماء ، ولو بتمرة ، ولو بحبات زبيب ، فإن الملائكة تصلي عليكم " . تفرد به عن إبراهيم العكاشي وهو محمد بن إسحاق .

              حدثنا الحسن بن علي ، ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول ، ثنا جدي ، ثنا أبي ، ثنا طلحة بن زيد ، عن إبراهيم ، عن واثلة بن الأسقع . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " .

              حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا محمد بن أيوب بن سويد ، ثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أبي الزاهرية ، عن رافع بن عمير . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى لداود : ابن لي بيتا في الأرض ، فبنى داود عليه السلام بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به ، فقال الله تبارك وتعالى : يا داود بنيت بيتك قبل بيتي ؟ فقال : أي رب ، هكذا قلت فيما قضيت : من ملك استأثر ، ثم أخذ في بناء المسجد ، فلما تم السور سقط ثلثاه ، فشكا ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا ، قال : أي رب ، ولم ؟ قال : لما جرت على يديك من الدماء ، [ ص: 247 ] قال : أي رب ، أو ليس ذاك في هواك ومحبتك ؟ قال : بلى ! ولكنهم عبادي ، وأنا أرحمهم ، قال : فشق ذلك عليه ، فأوحى الله إليه أن لا تحزن ، فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان ، فلما مات داود عليه السلام أخذ سليمان عليه السلام في بنيانه ، فلما تم قرب القرابين ، وذبح الذبائح ، فجمع بني إسرائيل فأوحى الله تعالى إليه : قد أرى سرورك ببنيانك بيتي ، فسلني أعطك ، قال : أسألك ثلاث خصال ; حكما يصادف حكمك ، وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما ثنتين فقد أعطيهما ، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة " . غريب من حديث إبراهيم ، تفرد به أيوب بن سويد .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي ، ثنا محمد بن أبي السري ، ثنا محمد بن حمير ، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي ، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، عن جبير بن نفير ، عن عوف بن مالك الأشجعي . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أوان العلم أن يرفع ، فقال له زياد بن لبيد الأنصاري : يا رسول الله ، وكيف يرفع العلم وفينا كتاب الله نتعلمه ونعلمه أبناءنا ، ويعلمه أبناؤنا أبناءهم ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ظننتك يا ابن لبيد إلا من فقهاء أهل المدينة ، أو ليس التوراة والإنجيل في أيدي أهل الكتاب ، فما أغنى عنهم ؟ قال جبير بن نفير : فلقيت شداد بن أوس فحدثته بهذا الحديث . قال : وما حدثك بما يرفع العلم ؟ قلت : لا ! قال : بموت العلماء ، وبدو ذلك أن يرفع الخشوع فلا ترى خاشعا " . رواه الليث بن سعد ، عن إبراهيم بن أبي عبلة مثله .

              حدثنا الحسن بن علي الوراق ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا أبو جعفر النفيلي . قال : ثنا كثير بن مروان المقدسي ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن عقبة بن وساج ، عن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع ، قالوا : يا رسول الله ، وإن كان خيرا ؟ قال : وإن كان خيرا ، فهو مزلة إلا من رحم الله ، وإن كان شرا فهو شر " .

              [ ص: 248 ] حدثنا الحسن بن علي ، ثنا عبد الله بن ناجية ، وسليمان بن عيسى الجوهري قالا : ثنا عبد الرحمن بن يونس الرقي ، ثنا محمد بن حميد ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن عقبة بن وساج ، عن أنس بن مالك . قال : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر الصديق ، فغلفها بالحناء والكتم " .

              حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزاز ، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثنا يحيى بن حسان ، حدثني الوليد بن رباح ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أبي حفص . قال : قال عبادة بن الصامت لابنه : " يا بني ، لن تجد حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول ما خلق الله القلم ، فقال : اكتب ، قال : يا رب ، ماذا اكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ، يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات على غير هذا فليس مني " . غريب من حديث إبراهيم ، تفرد به يحيى عن الوليد . ورواه إبراهيم ، عن أبي يزيد الأودي ، عن عبادة نحوه .

              حدثنا أبي وعبد الله بن محمد ، ومحمد بن جعفر ، في جماعة قالوا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا سعيد بن رحمة ، ثنا محمد بن حمير ، عن إبراهيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله ، وذمة رسوله ، ومن أكل درهما من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية ، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به " . غريب من حديث إبراهيم ، تفرد به محمد بن حمير .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا سلامة بن ناهض ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي قالا : ثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة ، حدثني أبي ، ثنا عمي إبراهيم بن أبي عبلة ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس قالا : " كنا نتعلم الاستخارة كما يتعلم أحدنا السورة من القرآن ، اللهم إني أستخيرك وأستقدرك بقدرتك ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، [ ص: 249 ] اللهم ما قضيت علي من قضاء فاجعل عاقبته إلى خير " .

              حدثنا الحسن بن علي ، ثنا عبد الله بن ناجية ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج ، ثنا مصعب بن سعيد ، ثنا محمد بن محصن الأسدي ، عن إبراهيم ، عن سالم ، عن ابن عمر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ترك الرمي بعد ما علمه كانت نعمة أنعم الله بها عليه فتركها " . غريب من حديث إبراهيم ، لم نكتبه إلا من حديث مصعب ، عن محمد .

              حدثنا الحسن بن علي ، ثنا محمد بن دليل الإسكندراني ، ثنا أحمد بن عبد المؤمن ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم . قال : سمعت أم الدرداء ، تحدث ، عن أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية : ( اصبروا وصابروا ورابطوا ) . قال : اصبروا على الصلوات الخمس ، وصابروا على قتال عدوكم بالسيف ، ورابطوا في سبيل الله لعلكم تفلحون . غريب من حديث إبراهيم ، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن إسحاق ، وهو ابن محصن العكاشي .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ، ثنا أبو بشير محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ، ثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن المقدسي ، ثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح معافى في بدنه ، آمنا في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ، يا ابن جعشم يكفيك منها ما سد جوعك ، ووارى عورتك ، وإن كان بيتا يواريك فذاك ، فلق الخبز ، وماء الجر ، وما فوق ذلك حساب " . غريب من حديث إبراهيم ، تفرد به أخيه عنه .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، وعبد الله بن أحمد ، في جماعة قالوا : ثنا محمد بن أحمد بن راشد ، ثنا عبد الله بن هانئ ، حدثني أبي ، عن إبراهيم ، عن بلال بن أبي الدرداء ، عن أبي الدرداء . قال : " ما أنكرتم من زمانكم فيما غيرتم من أعمالكم ، فإن يك خيرا فواها واها ، وإن يك شرا فآها آها ، سمعت ذاك من [ ص: 250 ] نبيكم صلى الله عليه وسلم " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا محمد بن أحمد بن راشد ، ثنا موسى بن عامر ، ثنا عراك بن خالد ، عن ابن أبي عبلة ، عن عبد الله بن محمد بن يزيد التميمي ، عن الحسن . قال : قدم جندب بن سفيان البجلي البصرة ، فأقام بها حينا ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما خرج من البصرة شيعه الحسن في خمسمائة رجل حتى بلغوا معه حصن المكاتب ، فقالوا له : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ! سمعته يقول : " من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا ذمة الله ، ولا يطلبنكم بشيء من ذمته ، ولا أعرفن ما أشرفت الجنة لأحدكم حتى إذا عاينها ودنت حيل بينه وبينها بملء كف من دم رجل مسلم أهراقها ظلما " سمعت هذا من نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أقول لكم من عندي : إني رأيت أول ما ينتن من الإنسان في القبر بطنه ، فلا تدخلوا بطونكم إلا طيبا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية