الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكل سبع تمرات يوميا يقي الإنسان من جميع الأمراض؟

السؤال

أحسن الله إليكم.
هل أكل سبع تمرات يوميا، يقي الإنسان من السم والسحر فقط، أم جميع الأمراض؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ثبت في الحديث أن من أكل سبع تمرات من عجوة المدينة، أو من تمر المدينة، كل صباح، لم يضره سم، ولا سحر ذلك اليوم، فقد روى البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم، ولا سحر.
وأخرج مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسي.

وأما عن عموم علاج الأمراض به، فإنا لم نر حديثا مرفوعا فيه، كما في الحبة السوداء التي ذكر أنها شفاء من كل داء، فقد روى الشيخان الحديث عن أبي هريرة بلفظ: إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام.

وقد بوب ابن ابي شيبة على علاج السم وغيره بالتمر، فقال في المصنف: ما ذكروا في تمر عجوة هو للسم وغيره.

ثم أسند عن عن عائشة: أنها كانت تأمر من الدوام أو الدوار، بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق.

وأسند عن عائشة أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في عجوة العالية شفاء - أو إنها ترياق- أول البكرة.

وهذا الحديث المرفوع رواه مسلم في صحيحه.

وذكر ابن القيم علاج المفؤود به، فقال في زاد المعاد في هدي خير العباد: فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج المفؤود: روى أبو داود في "سننه" من حديث مجاهد عن سعد، قال: ( «مرضت مرضا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، وقال لي: " إنك رجل مفؤود، فأت الحارث بن كلدة من ثقيف، فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن بنواهن، ثم ليلدك بهن» ) المفؤود الذي أصيب فؤاده، فهو يشتكيه، كالمبطون الذي يشتكي بطنه. اهـ.

وقد اختلف هل العلاج بالتمر خاص بأهل المدينة، أو بتمر المدينة.

فقد قال ابن مفلح في الآداب: قال بعض أصحابنا: هذا الحديث أريد به أهل المدينة, ومن جاورهم, كذا قال. وللأمكنة اختصاص ينفع كثيرا، فيكون الدواء الذي ينبت في هذا المكان نافعا من الداء, ولا يوجد فيه ذلك النفع إذا نبت في مكان غيره لتأثير نفس التربة, والهواء أو هما, فإن في الأرض خواص, وطبائع تقارب اختلافها, واختلاف طبائع الإنسان. كثير من النبات يكون في بعض البلاد غذاء مأكولا, وفي بعضها سما قاتلا, ورب أدوية لقوم أغذية لآخرين, وأدوية لقوم من أمراض, وهي أدوية لآخرين في أمراض سواها, وأدوية لأهل بلد لا تناسب غيرهم. اهـ.

وقال القحطاني في كتابه الدعاء: والأكمل أن يكون من تمر المدينة مما بين الحرتين، كما في رواية مسلم، ويرى سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز -حفظه الله- أن جميع تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح. . .» الحديث. كما يرى -حفظه الله- أن ذلك يرجى لمن أكل سبع تمرات من غير تمر المدينة مطلقا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني