الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم عامة للعرب والعجم

السؤال

إذا كان الرسول أميا وإذا كان القرآن نزل عربيا فكيف انتشر الإسلام لدى الشعوب الأخرى وهل اقتصرت دعوة الرسول على الشعوب العربية أم خاطب شعوبا أخرى

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكون الرسول صلى الله عليه وسلم أميا فهو أمر لا شك فيه، إذ قد ورد به الكتاب العزيز، كما قال سبحانه: [فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ] (لأعراف: 158). الآية ووردت به السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب.

وكون رسالته للناس جميعا عربيهم وعجميهم، أبيضهم وأسودهم حق لا مرية فيه، جاء بذلك القرآن الكريم، حيث قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً]. (سـبأ: 28).

وجاءت بذلك السنة الصحيحة، فقد روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة.

وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون له رسائله، فكان يبعث بها إلى الملوك، ولعل أقرب مثال لذلك كتابه إلى هرقل عظيم الروم، والذي جاء فيه كما في الصحيحين: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين. الحديث. وقد كان الواحد منهم يدعو بترجمانه ليترجم، كما في هذا الحديث في قصة هرقل مع أبي سفيان، وهنالك كثير من هذه الرسائل إلى مختلف الملوك وهي مضمنة في كتب السنة، وكتب السيرة، النبوية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بتعلم السريانية، كما ورد بذلك الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني