الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يثبت أن الخضر عزى الناس بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الجليل هل هناك من السنة الصحيحة مايثبت أن الخضرعليه السلام قد قدم التعازي للصحابة رضي الله عنهم في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكم الشكر .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فليس في السنة الصحيحة ما يثبت أن الخضر عليه السلام قدم التعزية للصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . وحديث التعزية ذكره ابن عبد البر في التمهيد عن علي رضي الله عنه قال : " لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وسجي بثوب ، هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوته ولا يرون شخصه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . السلام عليكم أهل البيت ( كل نفس ذائقة الموت ) إن في الله خلفاً من كل هالك ، وعوضاً من كل تالف ، وعزاء من كل مصيبة ، فبالله فاتقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب . فكانوا يرون أنه الخضر عليه السلام ، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ".
لكن قال ابن كثير عن هذا الحديث : " وجاء ذكره في بعض الأحاديث ، ولا يصح شيء من ذلك ، وأشهرها حديث التعزية وإسناده ضعيف" . انتهى .
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان :
إنه على فرض أن حديث التعزية صحيح لا يلزم من ذلك عقلاً ولا شرعاً ولا عرفاً أن يكون ذلك المعزي هو الخضر ، بل يجوز أن يكون غير الخضر من مؤمني الجن ، لأن الجن هم الذين قال الله فيهم: ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )[الأعراف:27] ودعوى أن ذلك المعزي هو الخضر تحكّم بلا دليل .
وقولهم : كانوا يرون أنه الخضر ليس حجة يجب الرجوع إليها ، لاحتمال أن يخطئوا في ظنهم ، ولا يدل ذلك على إجماع شرعي معصوم ، ولا متمسك لهم في دعواهم أنه الخضر كما ترى. انتهى .
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني