الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد يبقي الله شيئًا من أجساد الكفار لحكمة يريدها ولا يدل ذلك على إيمانهم

السؤال

ماذا تقولون عن أجساد النصارى التي لم تتحلل بعد موتهم؟ والبعض قالوا: وجوههم مبتسمة، وأجسادهم فيها رائحة طيبة. فكيف يمكن ذلك ونحن نعلم ونعتقد أنهم كفار؟! وقد صح أن الأرض لا تأكل إلا أجساد الأنبياء -عليهم السلام-.
والعجيب في هذا هو أنهم ليسوا النصارى في زمن عيسى -عليه السلام- كما قال البعض لكي يقال عنهم إنهم مؤمنون، أي: اتبعوا نبيهم في عصره، بل هم من عصرنا، فما هو البيان الصريح عن هذه الشبهة -بارك الله فيكم-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبداية نحن نحتاج إلى إثبات حصول ذلك؛ فإن كثيرًا من الخدع، والكذب تحدث في هذا الباب، فإن ثبت بطريقة موثوقة، فإنه لا يدل على إيمان النصارى، أو حتى نجاتهم في الآخرة، فقد يبقى الله تعالى شيئًا من أجسادهم لحكمة يريدها، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 137595.

ولنتذكر حفظ الله تعالى لبدن فرعون بعد موته آية للناس، كما قال تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ {يونس: 92}.

ثم إنه لا يبعد أن يسلم نصراني، ويكتم إسلامه خوفًا على نفسه من القتل، أو التعذيب، ونحو ذلك، ويعبد الله تعالى سرًّا، ويختم له بالخير، ويظهر على جثته شيء من الكرامة.

وأمر خفاء دين بعض الناس عن ذوييهم شيء واقع مشهور، وقد أشار إليه قوله تعالى: وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {الفتح: 25}، وقوله -عز وجل-: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا. فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا {النساء: 98، 99}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني