الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديثين عن الرعد - ماهيته وتسبيحه

السؤال

أشكلت علي المسائل وأكثرت البحث فيها:
صوت الرعد هل هو صوت من الملائكه؟ وهل الأحاديث الآتي ذكرها صحيحة أم ضعيفة؟ عن موسى بن عبد العزيز قال: حدثني الحكم قال: حدثني عكرمة، أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، قال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث، كما ينعق الراعي بغنمه، وهو حديث حسن، حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الأدب المفرد.
الحديث الثاني: قال الترمذي ـ رحمه الله ـ حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو نُعيم، عن عبد الله بن الوليد ـ وكان يكون في بني عجل، عن بُكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد، ما هو؟ قال: ملَكٌ من الملائكة وُكلَ بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ـ فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زَجْرُهُ السحابَ إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر، قالوا: صدقت، فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها، قالوا: صدقت ـ قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
أفتوني وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق الكلام على صوت الرعد في الفتوى رقم: 51894، فراجعها.

وأما عن الأحاديث: فإن الحديث الأول خرجه البخاري في الأدب موقوفا على ابن عباس وقد حسنه الألباني ـ رحمه الله ـ وأما حديث الترمذي: فقد صححه الألباني، وقال فيه المحقق الدكتور حكمت بشير ياسين في كتابه: الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور: ذكره الهيثمي ونسبه إلى أحمد والطبراني: وقال: ورجالهما ثقات ـ مجمع الزوائد 8/242ـ وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد ـ المسند رقم: 2483ـ والألباني في صحيح سنن الترمذي رقم: 2492، ولهذا الحديث شاهد من القرآن في قوله تعالى:... ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته {الرعد: 13} وفيه تسبيح هذا الملك بحمد الله تعالى والملائكة معطوف على الرعد فهو عطف عام على خاص، كما تقدم في سورة البقرة آية: 98 من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.... اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني